الجماهير|| أسماء خيرو..
انطلقت فعاليات اليوم الثاني من “مهرجان البردة الأول” في دار الكتب الوطنية بمدينة حلب، وسط أجواء مفعمة بالحماسة والتعطش لسماع قصائد في مدح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
وتضمنت الفعاليات باقة متنوعة من الفقرات الثقافية والروحانية، حيث قدم شعراء من حلب وإدلب وحمص أمسيتين شعريتين، أبدعوا خلالهما في إلقاء قصائد متنوعة بين العمودي والحر، معبرين بأصدق الكلمات وأعذبها عن حبهم لسيد الخلق ووصف سيرته العطرة.
وشملت الأمسية وقفة فكرية مع الدكتور عبد السلام الراغب، سلط من خلالها الضوء على شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، وأبرز قصائد المديح في شعر حسان بن ثابت، وكعب بن زهير، وأحمد شوقي، والإمام البوصيري، مما أتاح للحضور تقدير هذه القصائد كظاهرة حضارية شكلت وجدان الأمة.


ولم تخلُ الفعاليات من اللمسة الروحانية، حيث قدّم المنشد إبراهيم الطرشة قصيدة “رسول الله هل يرضيك هذا الحال” في لوحة إنشادية رفعت أنغامها المحملة بعبق التاريخ وعظمة النبي الكريم.
وأوضح مدير الثقافة في حلب، أحمد العبسي، أن اليوم الثاني شهد تطوراً ملحوظاً، معتبراً المهرجان منصة ثرية للمديح النبوي كجزء أصيل من التراث العربي والإسلامي.

بدوره، أشار معاون مدير الثقافة، علي حاج حمود، إلى أن المهرجان هدف إلى التذكير بالرسول الكريم وضرورة مدحه والسير على نهجه، بمشاركة شعراء من حلب وريفها وحمص وإدلب.
من جهته، رأى الأديب والشاعر بسام عبد الوهاب من إدلب، أن المهرجان يمثل إشارة لعودة الحراك الثقافي إلى سوريا، ودليلاً على تعافيها بعد فترة حرجة، معرباً عن أمله في أن تكون هذه الانطلاقة بداية لمرحلة ثقافية أجمل.

بدوره، قدّم الشاعر محمد حاج مصطفى قصيدتين في المدح النبوي، معتبراً أن المهرجان يؤكد على حرية الكلمة والارتقاء بالنشاط الثقافي.
فيما قدمت الأديبة جيهان كور نعسان قصيدة “جوى بردة”، معتبرة أن المهرجان يمثل “نبض الشعراء”، وخاصة الذين عانوا من التهجير، حيث يستخدمون المنصة للتعبير عن قضايا كالحنين والاغتراب، مما يحدّث أسلوب المديح النبوي ويدمجه بقضايا العصر.
وحازت الفعاليات على ثناء الحضور، الذين وصفوها بـ”اللوحة الفنية المتكاملة” التي جمعت جمال الفكر والروحانيات، ورسمتها حلب لتؤكد أنها تبقى منارة للثقافة الأصيلة وعاصمة للجمال الروحي.