الجماهير|| أسماء خيرو…
انطلقت من منارة حلب القديمة، فعاليات حفل “كورال السلام” الذي قدمه “كورال حلب الوطني”، بالتعاون بين منظمة “كش ملك” ومنظمة التنمية السورية والجمعية المتحدة للآداب والفنون، ليكون النشاط الافتتاحي لحملة تهدف إلى تعزيز قيم وثقافة اللاعنف وبناء السلام في المجتمع.
وسافر الحضور، عبر أداء كورال مكون من 15 مغنياً وعازفاً، في رحلة مع الأصوات الجماعية و الإفرادية التي استعادت أغنيات طربية وتراثية سورية، إلى جانب قصائد وموشحات متميزة، وسط تفاعل لافت من الجمهور الذي انسجم مع جماليات الفن السوري منذ الوصلة الأولى حتى الختام.
وتنوعت الوصلات الطربية التي قدمها الكورال بين التراث الآشوري والماردلي والحلبي وغيرها من الألوان الغنائية، حاملة في طياتها معاني الوحدة والتآخي والجمال والتسامح، مؤكدة على فكرة أن “الشعب السوري يد واحدة وجميعهم إخوة”. واختتم الحفل بأغنية “زهرة المدائن” (القدس)، حيث أضيئت الشموع تكريماً للقضية الفلسطينية ورسالة السلام.
وأوضح أحمد الشيخ محمد، مسؤول الحملة، أن هذا الحفل يعد أولى انطلاقات الحملة التي تهدف إلى تعزيز ثقافة اللاعنف وبناء السلام، مشيراً إلى أن حلب لطالما كانت مهداً للحضارات جمعت كل الطوائف والأديان على مائدة واحدة، لذلك جاءت الحملة لتعزيز مفهوم السلام وتعبيراً عن إرادة المجتمع الحلبي في تجاوز الصعوبات وبناء غد أفضل قائم على قيم التسامح واللاعنف والوحدة.


بدوره، أكد عبد القادر بدور، رئيس الجمعية المتحدة للآداب والفنون، على أهمية هذا الشكل التعاوني بين أكثر من جهة ومنظمة لتقديم ما يليق بحلب، خاصة في مجال الموسيقى والغناء، مضيفاً: “في مدينة حلب تتجلى قيم السلام وتزدهر الثقافات، وأن كورال حلب اليوم لا يحتفل بالموسيقى فحسب، بل يحتفل بكنوز سوريا الثقافية التي تجمعنا، ونسعى من خلالها إلى ترسيخ أسس اللاعنف وبناء مستقبل ينعم بالسلام لجميع أبناء مجتمعنا.”
من جانبها، كشفت رضا البدوي، مسؤولة الأنشطة ضمن الحملة، عن تفاصيل البرنامج قائلة: “لقد انطلقنا اليوم بالكورال كأول نشاط لافتتاح الحملة، حيث تتضمن الحملة خمسة أنشطة موزعة على مدى ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى الكورال، هنالك ‘ماراثون السلام، معرض فني، ندوة ثقافية، ومناظرة بين المنظمات غير الحكومية حول مفهوم السلام وتعزيزه’.”


من ناحيته، أوضح الفنان أحمد خياطة، قائد كورال الجمعية المتحدة للآداب والفنون (كورال حلب الوطني)، أن فكرة الحفل تدور حول السلام، من خلال مزيج غنائي من كل مناطق سوريا تعبيراً عن التآخي والتسامح والحض على المحبة والتآلف والسلام.

ولفت الفنان خياطة إلى أن برنامج الحفل تم إعداده خلال ثلاثة أيام ليعكس التراث الغني للموسيقى والوجه الحضاري لسوريا، مؤكداً على دور الفن في تجاوز كونه مجرد ترفيه إلى كونه رسالة لإحياء القيم الإنسانية النبيلة.
تصوير: صهيب عمرايا