الجماهير|| محمد درويش…
نظمت مديرية الثقافة بحلب بالتعاون مع ملتقى نماء الثقافي، محاضرة علمية بعنوان “الذكاء المسؤول: من الانبهار بالأدوات إلى حوكمة الاستخدام”، ألقتها الدكتورة سوسن اسجيع في صالة المديرية بحي السبيل.
واستهلت الدكتورة اسجيع محاضرتها برؤية تقنية أخلاقية، مؤكدة على أهمية وضرورة حوكمة الذكاء الاصطناعي المسؤول. وانتقلت من مفهوم “الحوكمة الداخلية” للفرد وضبط رغباته وأخلاقه، مستشهدة بالحكمة العمرية “أو كلما اشتريت اشتهيت؟!”، إلى “الحوكمة الخارجية” لضبط التقنيات والمجتمعات.

وأوضحت المحاضِرة أننا “لسنا في عصر الذكاء الاصطناعي، بل في عصر اختبار الذكاء البشري في استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي”، مشددة على أن المعركة الحقيقية “ليست بين الإنسان والآلة، بل بين الوعي والانبهار”.
وتطرقت المحاضرة إلى جملة من المصطلحات المحورية مثل: أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والذكاء المسؤول، وحوكمة الذكاء الاصطناعي، وهلوسة النماذج الذكية، وتسميم البيانات. كما أكدت على أهمية بناء نماذج ذكية متوافقة أخلاقياً مع البشر، تحقق مبادئ الشفافية والمساءلة والعدالة وعدم التحيز، مع ضرورة الإشراف البشري في عملية البناء.
وشددت الدكتورة اسجيع على أن الذكاء الاصطناعي هو أداة يجب أن تخدم رسالة الإنسان في إعمار الأرض، محذرة من “تسليم عقولنا لها دون وعي فتسلب منا الرسالة”.
وفي ختام المحاضرة، عرضت الدكتورة ضرورة تضافر جهود المجتمعات المدنية والمؤسسات الأكاديمية والحكومات للإسراع في حوكمة استخدام الذكاء الاصطناعي، مع ذكر بعض التحديات والحلول في هذا المجال. كما دعت إلى “وضع الإنسان في مركز التكنولوجيا ليتم بناء مستقبل لا تقوده الآلة، بل يقوده الضمير الرقمي”، ودعت الحضور للمشاركة في مبادرة “بوصلة الذكاء الاصطناعي المسؤول” ليكونوا سفراء في بناء الوعي الرقمي.
من جانبهم، أشاد الحضور – الذين ضموا عدداً من المثقفين والمهتمين وطلاب الجامعة – بأهمية المحاضرة لتسليطها الضوء على موضوع حساس وهام أصبح سمة العصر الحديث، داعين إلى زيادة المحاضرات التي تتناول الذكاء الاصطناعي وأدواته وأسس التعامل معه.