الجماهير|| أسماء خيرو..
نظم ملتقى نماء الثقافي، بالتعاون مع مديرية الثقافة في حلب، محاضرة علمية بعنوان “تعديل السلوك في ضوء الكتاب والسنة”، على مسرح ثقافي العزيزية.
وركزت المحاضرة، التي قدمتها الدكتورة صفاء سلورة، على أسس تعديل السلوك الإنساني وتهذيبه انطلاقاً من الهدي القرآني والنبوي الشريف، مستعرضة المنهج الإسلامي الأصيل في بناء الشخصية المتوازنة وإصلاح ذات البين.
وتطرقت الدكتورة سلورة إلى الآليات العملية المستمدة من النصوص الشرعية لتقويم السلوكيات الفردية والاجتماعية، مؤكدة على أهمية التربية الإيمانية في مواجهة التحديات المعاصرة.
واستعرضت المحاضرة جملة من التساؤلات المحورية حول تعديل السلوك، متسائلةً: “هل هو فطري أم مكتسب؟”، مؤكدة أن “سلوك الإنسان قرار، وكلما اتخذ الفرد قراراً صحيحاً، كلما انعكس ذلك إيجاباً على سلوكه”.
وأوضحت الدكتورة سلورة أن رحلة تعديل السلوك تبدأ بشرارة وعي، مشيرة إلى أن عملية التغيير تحتاج في الدرجة الأولى إلى إدراك ذاتي يدفع المرء للقول: “يجب أن أتغير”.
كما أعربت عن أن التغيير الحقيقي يحتاج إلى جهد ووقت ومعاناة، إضافة إلى شرارة الوعي والمشاركة المجتمعية الفاعلة، والمساهمة في تغيير البيئة المحيطة، والابتكار في أساليب التحفيز.
وأكدت أن تعديل السلوك يستمد أسسه من منهج الكتاب والسنة النبوية، لافتة إلى أن الشرع يزخر بالعديد من الأساليب والاستراتيجيات التي اعتمدها الرسول صلى الله عليه وسلم في تقويم السلوك البشري.

وأشارت إلى أن “هذه الاستراتيجيات النبوية، إذا ما تمّ العمل على جزء منها، فإنها تؤدي إلى إبداع في التحفيز وخلق للبيئة الإيجابية المحفزة على تعديل السلوك”.
ولفتت المحاضرة إلى أن منهج النبي صلى الله عليه وسلم تميز في تقويم سلوك الفرد بمجموعة من الخصائص التي تجعل عملية التغيير ميسرة، معتبرة أن هذه الخصائص “تعكس طبيعة الإسلام بصفته منهاج حياة متكاملاً، لا يقتصر على العبادات فحسب، بل يشمل جميع الأمور التعاونية والشؤون الحياتية، مما يؤكد صلاحية الإسلام لتعديل السلوك الإنساني وتهذيبه”.
وشهدت المحاضرة، التي لاقت تفاعلاً كبيراً من الحضور، مداخلات ونقاشاً مستفيضاً أجابت خلالها المحاضرة على استفسارات الحاضرين، مما أثرى الموضوع وأضاف إليه أبعاداً جديدة.