بقلم | محمود جنيد..
لم يكن فوز منتخبنا الوطني على تونس في باكورة مبارياته بكأس العرب مجرد ثلاث نقاط في جدول المجموعة؛ بل كان إثباتاً لفرضية الإرادة، وتذكيراً بأن كرة القدم لا تُلعب على الأوراق، وفتحاً لجدار الأمل في لحظة معتمة.
منتخبنا اقتحم منافسات البطولة من البوابة العريضة محققاً فوزاً ثميناً بعد مباراة ملحمية، قلب فيها التوقعات التي رشحت نظيره التونسي – وصيف النسخة الماضية – لتحقيق الفوز.
تفوق منتخبنا على نفسه، متغلباً على الظروف والفوارق الفنية والتحضيرية ليفوز بانتصار أثار الفرح في الشارع السوري المتعطّش للإنجاز الرياضي. هذا الفوز، الذي تحقق وفق الإمكانات المتاحة، جسّد فرضية “الممكن” في بُعدها الاستراتيجي، في وقت تبحث فيه كرتنا السورية التائهة في لُجّة التخلّف عن نقطة انطلاق جديدة مع جيل جديد ورؤية منفتحة.
لم نكن الطرف الأفضل تقنياً في مواجهة تونس، حيث بالغنا في الشوط الأول في إحجامنا الهجومي وتقوقعنا الدفاعي، قبل أن نتحرر أكثر في الشوط الثاني. وساهم هدف الصدمة في إنعاش معنويات الفريق، وتعزيز إرادة اللاعبين وثقتهم بقدرتهم على تحقيق الفوز، فيما تألق الصلخدي والشاكر، وقام الخريبين بدور القائد الحاسم.
التحدي القادم سيكون أصعب، ولن يكون تجاوز الدور الأول مهمة يسيرة، خاصة بعد تعثر المنتخب القطري المضيف أمام فلسطين. فسوف يخوض مواجهته مع منتخبنا بخيار “أكون أو لا أكون”، تليها مواجهة الفدائي الفلسطيني بذات الصعوبة.
و لتتوج هذه اللحظة التاريخية ببُعدها الوطني، تواصل السيد الرئيس أحمد الشرع مع بعثة المنتخب السوري عبر مكالمة فيديو مهنئاً بانتصارهم المؤزر، ومؤكداً دعم القيادة والشعب السوري لمسيرتهم في البطولة، و نحو تحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم، كما أعرب عن التزام الدولة بمواصلة تطوير البنية التحتية، داعياً الجميع إلى مواصلة المسيرة مع المزيد من الثبات والصبر، لأن الإنجاز الحقيقي يتحقق بالعمل المتواصل والإيمان الراسخ بإمكانات أبناء سورية وقدرتهم على تجاوز التحديات.