الجماهير|| جهاد اصطيف..
أطلقت محافظة حلب المرحلة الثالثة من حملة مكافحة التسول، استكمالاً لمرحلتين سابقتين حققتا نتائج لافتة.
تهدف الحملة إلى الحد من الظاهرة ومكافحة استغلال الأطفال وضمان وصول المحتاجين الحقيقيين إلى الجهات المختصة.
وأكد محمد عثمان، المسؤول في مكتب المحافظة والمكلف بإدارة الحملة، أن العمل الحالي يأتي بعد نجاحات ملموسة خلال المرحلتين السابقتين، بهدف توسيع نطاق التدخلات وزيادة فعالية الإجراءات في مختلف مناطق المدينة.
وأوضح عثمان أن الحملة تنتقل من مجرد ضبط أعداد المتسولين إلى التعامل مع الحالات النوعية، خاصة الفئات الهشّة والأطفال الذين يعانون من ظروف اجتماعية واقتصادية واستغلال من قبل بعض الجهات.

وقال عثمان لصحيفة “الجماهير”: “حقّقنا نتائج جيدة في المرحلتين الأولى والثانية، والآن نركز على الحالات النوعية. المرحلة الحالية ستكون أكثر جدية مع توفر مراكز إيواء وتنسيق أكبر مع دور الرعاية”.
وتعتمد المرحلة الثالثة على تنسيق مكثّف بين محافظة حلب وشركائها من دور الرعاية والجمعيات الإنسانية، لنقل الحالات من الشوارع إلى أماكن توفر الرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية.
وتتضمن آلية العمل خطوات تبدأ بالإحاطة الأمنية وتنتهي باتخاذ الإجراءات القانونية، مع التركيز على التحقق من هويات المتسولين وضمان عدم استغلال الأطفال.
كما شدد عثمان على دور وعي السكان في نجاح الحملة، محذراً من أن تقديم المال للمتسولين يعزز الظاهرة بدلاً من مكافحتها، ودعا الراغبين في المساعدة إلى التبرع عبر المؤسسات المتخصصة.
من جهته، أوضح محمود الأبراش من مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في حلب أن المديرية شريك أساسي في معالجة الظاهرة، بالتعاون مع الجهات الحكومية والأمنية والقضائية.
وأشار إلى أن الحملات السابقة أسفرت عن ضبط نحو ألف حالة، تمت معالجة معظمها، مؤكداً أن الأطفال يظلون الفئة الأكثر تعرضاً للاستغلال.
ودعا الأبراش المواطنين والفعاليات المجتمعية إلى التعاون للحد من التسول ومنع استغلال الأطفال، مؤكداً أن مكافحة الظاهرة مسؤولية جماعية.
مع انطلاق المرحلة الثالثة، تسعى حلب إلى خطوة جديدة في تنظيم الشارع وحماية الأطفال وتحويل ظاهرة التسول من أزمة قائمة إلى ملف قيد المعالجة الفعلية.