“طرق الموت” تتحول إلى شرايين حياة.. قصة الاقتصاد السوري بعد التحرير

عامر عدل..
في الذكرى الأولى لتحرير سورية، لا نقف عند مجرد محطة سياسية، بل أمام ميلاد اقتصادي جديد. إنه تحوّل جذري يزيح كابوسًا طويلاً من الخوف والشلل الذي فرضه نظام الأسد على حياة السوريين ومعيشتهم.

تحت الحكم السابق، كانت الطرقات الرئيسية ساحات للموت والابتزاز، مما شل حركة التجارة ورفع التكاليف وجعل الاستثمار ضربًا من المستحيل. اليوم، وبعد عام من استعادة الأمن والاستقرار، عادت الحياة تدب في هذه الشرايين. الطرقات الآمنة خفضت تكاليف النقل بشكل كبير، وسهّلت حركة البضائع والأفراد، مشجعةً السكان على العودة وأصحاب رؤوس الأموال على إعادة فتح مصانعهم ومتاجرهم. لقد تحولت بيئة الخوف الدائم إلى فضاء للأمل والعمل.

شهدت سورية تحت حكم الأسد تدميرًا هائلاً للبنى التحتية وتوقفًا شبه كامل للإنتاج. أما اليوم، فينطلق قطاع البناء والتشييد بقوة، موفرًا آلاف الفرص العمل. ويعود الفلاحون إلى أراضيهم، لتدور عجلة الإنتاج الزراعي من جديد، مما يقلل الاعتماد على الاستيراد ويوفر الغذاء محليًا بأسعار معقولة. كما تستأنف العديد من المصانع والمعامل عملها، معززةً الصناعة المحلية. إنه تحوّل من ثقافة الاستهلاك القسري إلى الإنتاج الذاتي.

كانت سورية معزولة، والطرق التجارية مقيدة. واليوم، أعيد فتح الطرق الرئيسية، لتنشط التجارة الداخلية، وتبدأ عملية إعادة ربط سورية بجيرانها، مستعادةً تدريجيًا دورها كمركز تجاري إقليمي، ما يفتح آفاقًا جديدة للتصدير ويخلق فرصًا اقتصادية واسعة.

هذه الذكرى ليست مجرد مقارنة بين أرقام، بل هي سردية تحوّل من اليأس إلى الأمل، ومن الشلل إلى الحركة. إن الخطوات الأولى للاقتصاد السوري نحو التعافي، المدعومة بالأمن والإرادة الشعبية الصلبة، تؤكد أن سورية قادرة على النهوض، وأن كرامة الحياة المعيشية بدأت تستعاد من جديد.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار