الجماهير || محظوظ من تخرج منها، فقد يكون قد جلس على مقعد الأديب عبد السلام العجيلي، أو تلقى علمه في واحدة من الصفوف التي درّس فيها الشاعر الكبير سليمان العيسى أو المفكر زكي الأرسوزي…
ثانوية المأمون في مديرية تربية حلب (1892_2024م) صرح علمي حضاري وسط مدينة حلب العريقة في حي الجميلية مستمرة في عطائها التعليمي منذ قرن وأكثر من ربع القرن.
ففي صباح يوم الجمعة الموافق 23 أيلول 1892م احتفل أهالي حلب بافتتاح “المكتب الإعدادي” الذي كان أول مدرسة من نوعها تدرس العلوم الحديثة وتقبل في صفوفها طلاب حلب والقادمين إليها من أنطاكيا وملطية وحماه واللاذقية والجزيرة الفراتية، وفي عام 1912م تحول اسمها إلى “المكتب السلطاني” ثم أصبح عام 1920م “تجهيز حلب” وانضمت إليها دار المعلمين عام 1933م لتصبح “التجهيز الأولى ودار المعلمين”، وتحول اسمها إلى “ثانوية المأمون” عام 1947م بعد فصل دار المعلمين عنها والذي اقترحه وقتها مديرها عبد الغني الجودة، واستمر مبنى المدرسة في شكله الأصلي حتى عام 1932م حيث بني ملحق لها وشيدت عام 1960 الصالة الرياضية في الباحة الغربية ثم إعدادية الأمين للبنين في الحديقة الشمالية الغربية ثم مبنى دائرة الامتحانات جنوبي المبنى القديم، وما زالت المدرسة تنبض بالحياة تحت هذا الاسم حتى الآن ويدرس فيها نحو 1600 طالب تحضنهم 30 شعبة صفية بمبناها.
ومن الأعلام الذين تخرجوا منها: الأديب عبد السلام العجيلي، والروائي جورج سالم، والكاتب وليد إخلاصي، والأديب حسيب كيالي، والمخرجان صلاح دهني وهيثم حقي، والمؤرخ عبد الله حجار، ووزير الثقافة في ستينيات القرن الماضي زهير العقاد، والباحث المؤرخ محمد قجة الذي كان مديرها بين عامي 1966و1968م.
ومن مدرسيها: الشاعر سليمان العيسى الذي درس فيها الأدب العربي وترأس تحرير أول مجلة صدرت فيها عام 1950م بعنوان “صوت الطالب”، والفنان العالمي وهبي الحريري، والأديب الشيخ بدر الدين النعساني، والعالم الجغرافي إبراهيم حلمي الغوري الذي شارك بعدة أعمال علمية منها: أطلس العالم الحديث وأطلس تاريخ الشرق القديم والأطلس الطبيعي لسورية، والروائي الدبلوماسي شكيب الجابري، والمفكر زكي الأرسوزي، والفنان فاتح المدرس، والأديب خليل الهنداوي.
ومن مديريها الذين عُينوا مديري تربية حلب: محمد السروجي عام 1950م، وعبد الغني الجودة عام 1954م، ومحمد ماجد صفر عام 1961م، وحسين جوهر عام 1975م، ومحمد وفا بطيخ عام 1993م.
وقال فيها الشاعر سليمان العيسى:
ماذا أعيد إلى المأمون من غصصي
يا واحة الأمـــــس لو أرجعتني لغـبا.
خمس وسبعون لي في صرحها حجر
غـنى وحفنة نور من دمي شــــــربا.
تباركت صخرة بيضاء يابـــســــــة
تعطي العباقر سـماها الهوى “حلبا”.