خانات حلب أرهقتها الحرب … هجرها أهلها وسكنها النسيان !!

وفاء شربتجي

 

خان “الحاج كامل” ١٣٢٤

 

يقع خان الحاج كامل بالقرب من سوق المجيدية ، أو مايعرف بسوق (خان الحرير) ضمن حارة ضيقة تابعة لمنطقة العقبة .

ندخل إلى هذا الخان عبر باب خشبي كبير ذي مصراعين مصفَّح بالحديد ، حيث يُطالعنا مدخل هذا الخان الذي يحتوي على غرفة كبيرة جهة اليمين لها إشراف على داخل الخان، وواجهتين مقنطرتين تشرفان على خارجه (حارة العقبة ) .

ومن جهة اليسار  يحتوي على غرفة كبيرة تشرف على فسحته الداخلية.

يتصدَّر الخان أربع غرف ومطبخ و قبو جهة اليسار ،  كما يحتوي على غرفة كبيرة جهة اليمين من صحن هذا الخان لها أربع شبابيك مقنطرة الشكل، تقبع تحتهم أقبية توجد بجانبها غرفة علوّي وتحتها قبو صغير.

حيث نستطيع ان نحصي عدد الغرف المتواجدة داخل هذا الخان بحوالي /١١/ غرفة تقريباً .

كما يوجد باب صغير خارجي بالقرب من باب الخان الكبير جهة الشمال،  نصعد من خلاله بدرج يوصلنا للطابق العلوي حيث  تتموضع فيه غرفتان.

تغيرت طبيعة عمل هذا الخان عبر الزمان، حيث تحوّلت غرفه إلى ورش ومخازن للأقمشة ، والقسم الأكبر منه كان يستعمل لشحن البضائع لصاحبها (شنن وسنكري ).

كما كان يوجد مقشش للكراسي (نجارة عربية) لصاحبها وجيه كراسي .

من أصحاب تلك المحال التجارية ضمن هذا الخان:

(فاتح حسكل ، يحيى بوظ ، عمر بيبي ، وجيه كراسي ، فاروق شنن ، محمد سنكري ، عبد الرزاق صباغ للأقمشة) .. إلخ .

وبعد الحرب الجائرة على مدينة حلب عام ٢٠١٢ م قام الإرهابيون بنهب وسرقة المحال من ثم حرقها وتدميرها كباقي أسواق حلب وخاناتها  .

تأذى هذا الخان بشكل جزئي،  وهجره أصحابه، لكن الياسمينة التي كانت معرّشة على شبابيكه لم تهجره، فمازالت خضراء الذاكرة والحضور تنتظر أصحاب المحال أن يعودوا ليسقوها فرح الذكريات رافضة كل ما دوّن على حيطانه  من همجيّة مرورهم ، مثبتة بذلك للحياة أنهم هم من رحلوا ونحن من بقينا.

ووعداً من أبناء مدينتي ببناء كل ما تهدَّم من جديد بإذن الله .

 

(خان مكتبي)

 

يقع خان مكتبي أمام خان الحاج كامل ضمن منطقة العقبة بالقرب من سوق خان المجيدية .

و يتألف من سبع غرف ، تحوّلت فيما بعد لمحال تجارية و مطابع نذكر منها مطبعة (سعد)  لصاحبها محمد لطفي الصقال ، أسست تقريباً عام/ ١٩٤٨ / م، ثم باع نصيبه فيها لشريكه جورج مكاريان عام ١٩٥٥ م ، بيعت هذه المطبعة بعد ذلك عدة مرات واستمرت بالإنتاج بنفس الاسم حتى أصبحت للسيد فضل عطار .

تموضع فوق تلك المطبعة محال للملابس الداخلية للسيد صيداوي.

كما يوجد داخل هذا الخان  منزلان للسكن يقعان فوق ظهر هذا الخان ، منزل للسيد شحادة ، ومنزل للسيد زاكري، كما يحتوي على أقبية عدد /٢/.

وللأسف الشديد تدمّر هذا الخان تماماً بسبب الحرب الجائرة على مدينة حلب عام ٢٠١٢ م ، وسوي بالأرض لتبقى بصمات همجيّة من مرّوا وصمة عار على مرّ الأجيال.

 

(خان عزرة كيالي)

يقع خان عزرة كيالي جانب خان الحاج كامل ضمن منطقة العقبة ، بالقرب من سوق المجيدية، ضمن حارة زياد بن أبيه.

يتألف من حوالي /٩/ غرف علّوية و /٥/ غرف سفليّة ، وفسحة صغيرة.

لم يتأذ هذا الخان كثيراً أثناء الحرب ، وبقي محافظاً على ملامحه القديمة ، لكنه تهالك بعض الشيء ، فهجره أصحابه وبقي بابه موارباً للحياة والأمل .

 

( خان ألتنجي )

يقع خان ألتنجي جانب خان عزرة كيالي، ضمن حارة زياد بن أبيه الواقعة ضمن منطقة العقبة.

 

يحتوي هذا الخان على /٣/ غرف علويّة و /٣/ غرف أرضية ، كما كان يوجد داخله قبو ألغي فيما بعد .

كان مختصاً بتجارة الأقمشة التي أصبحت فيما بعد مكان ورش للخياطة .

لم يتأذ الخان نوعاً ما وبقي محافظاً على شكله الحالي ، ومازالت عجلة الحياة تدور بداخله باستحياء، لكنها لم تتوقف ولم يتوقف العمل فيه ولله الحمد .

( خان الجديد )

يقع خان الجديد نهاية حارة زياد بن أبيه في منطقة العقبة ضمن محضر رقم/ ١٤٠٨/ منطقة سابعة بالقرب من مقهى الجديد القريبة من سوق الأحمدية و البهرميّة .

بني هذا الخان عام /١٩٢٩/ م.

سميّ بالجديد لأنه يعتبر من الخانات الحديثة حينها، لأن معظم خانات حلب بنيت قبل حوالي خمسمائة عام.

باب الخان الخارجي كبير مصفّح بالحديد ذو مصراعين ، مازال محافظاً على شكله الخارجي حتى يومنا هذا .

يحتوي هذا الخان على /١٩/ غرفة أرضية و/٥/ أقبية و درج من الداخل يصعد من خلاله إلى سطح الخان .

لخان الجديد أربعة أبواب ، اثنان من حارة زياد بن أبيه واثنان على الواجهة الاخرى التي تضم الباب الرئيسي الكبير وباب صغير بجانبه يحاذيه حمام يدعى (حمّام النعيم) وهو حمّام كبيرة وجميل ومشهور حتى يومنا هذا.

يختص هذا الخان بتجارة الأقمشة الوطنية ، كما يحوي على مطبعة تدعى (مطبعة العالم) لصاحبها أبو عبده دالاتي.

من أصحاب تلك الورش والمحال:

(قدسي ، كنعان ، دقاق ، شمسة ، قبنض ، شحرور ، صهريج) .

لم يتضرر هذا الخان كثيراً بفعل الحرب عام ٢٠١٢ م وبقي محافظاً على شكله المعماري نوعاً ما ، آملين ترميمه وعودته للحياة من جديد .

 

( خان عمر سالم )

يقع خان عمر سالم بالقرب من سوق المجيديّة ، والجامع الكبير .

يتألف من حوالي /٥٣/ محالاً تجارياً .

يختص هذا الخان بتجارة الأقمشة بكافة أنواعها ، كما كان يحوي أيضاً على مطبعة للأقمشة .

تدمّر هذا الخان تماماً و سوّي على الأرض بسبب الحرب الجائرة على مدينة حلب عام /٢٠١٢/ م .

وبقي على وضعه الحالي حتى يومنا هذا .

 

(خان ميسّر )

يقع خان ميسّر بالقرب من خان عمر سالم و الجامع الأموي الكبير .

سمّي بالميسّر نسبة  لآل ميسّر الذين بنوه عام /١٩١٠/ م.

يقال بأن الأخوين علي وعبد الوهاب رحمهما الله كانت تجارتهما قماش الطرابيش من النوع الفاخر .

تتميز واجهة هذا الخان بطابعها العمراني الجميل.

يحتوي هذا الخان تقريباً على/٢٠/ غرفة في الطابق العلوي و /٣٥/ غرفة في الطابق السفلي .

كما يوجد داخل صحن الخان بركة ماء صغيرة .

تهدَّم خان الميسّر عام /٢٠١٢/ م وسوِّي على الأرض تماماً ولم يبق من ملامحه سوى أطلال من الذكريات .

 

( خان المستوصف )

يقع خان المستوصف بالقرب من خان عمر سالم وخان ميسّر على الزاوية المقابلة لهما .

سميّ بالمستوصف لأنه كان سابقاً مستوصفاً طبياً .

يحتوي على /٣/ غرف للسكن في الطابق العلوي ، و /٥/ غرف بالأسفل ، كما يحتوي على مسجد.

كان يُباع داخل هذا الخان سابقاً الأقمشة الرجالية .

من أصحاب هذا الخان قديماّ (الجابري ، و مكي) ..إلخ

لم يتأثر هذا الخان كثيراً بالدمار ، لكن أصحابه قد هجروه بسبب الحرب عام /٢٠١٢/ م وبقي على وضعه الحالي حتى يومنا هذا.

 

( خان الزعيم )

يقع خان الزعيم أمام البنك التجاري رقم /٣/ بالقرب من خان المستوصف والجامع الكبير .

بناه العدَّاس ، ثم اشتراه منه آل الزعيم لاحقاً عندما وصلوا من حماه ليستقروا في مدينة حلب .

باب هذا الخان جميل وكبير ذو مصراعين مصفّح بالحديد ، ومازال محافظاً على شكله الخارجي حتى يومنا هذا .

يحتوي هذا الخان على /٧/ غرف سفلية ومثلها علوية ، وفي الطابق الثالث يوجد غرفتان كبيرتان تشرفان على الخارج و قبو كبير .

كان يوجد داخل هذا الخان ورش لتفصيل الأقمشة ، وورش لتصنيع التعاليق البلاستيكية ، ومحال لبيع الأقمشة.

هو خان عريق ، لكن يقال أن بداخله تشوُّهات كثيرة وتعدِّيات على مخطَّطه العمراني. آملين ترميمه وعودته إلى وضعه السابق دون أي مخالفات.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار