#الجماهير ||
يجتمع التاريخ والحضارة و جمال العمارة في جامع الشعيبية، وهو أول جامع بني في مدينة حلب بعد دخول الفتح الإسلامي، حيث يقع على مقربة من باب انطاكيه (أحد أبواب مدينة حلب القديمة).
ولإلقاء الضوء على هذا المسجد وتاريخه البهي وأهميته الأثرية كان لنا اللقاء التالي مع الباحث التاريخي والمهندس الاستشاري محمود سيكت عضو لجنة التراث في نقابة المهندسين، والذي شارك بترميم هذا الجامع عام ٢٠٠٦ م الذي بادرنا قائلا:
جامع الشعيبية جامع يختزن تاريخ المدينة ويروي قصة حضارتها، إذ أن قصة الجامع تبدأ من تيجان أعمدته في القبلية والتي تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد وقوس النصر الذي يعود للفترة البيزنطية.
بني هذا الجامع عام ٦٣٧م حين فتح المسلمون حلب سلما بقيادة أبو عبيدة بن الجراح، حيث دخلوا حلب من باب أنطاكية، ووقفوا في موضع هذا المسجد ووضعوا تروسهم وبنوا عليه مسجدا سمي حينها بمسجد الأتراس، كما سمي هذا المسجد بالمسجد العمري نسبة إلى الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي تم بناء هذا الجامع في عهده.
وفي فترة الأتابكة أو الفترة الزنكية كانت المدارس تبنى غالبا ضمن مسجد قديم مرتبط بالفتح الإسلامي فتم اختيار هذا المسجد لبناء مدرسة وتم هذا عام ١١٥١م.
إذ قام نور الدين الزنكي ببناء مدرسة كرس الشيخ شعيب بن الحسين بن أحمد الأندلسي للتدريس فيها، فسمي الجامع والمدرسة المجاورة بالشعيبية نسبة له، كما تم إنشاء قسطل مجاور للجامع.
ومن جماليات جامع الشعيبية والمدرسة الشعيبية الكتابات التزيينية والنقوش الحجرية، ومن أجملها الكورنيش التزييني الذي يعلو الواجهة، إذ تظهر ثلاث كتابات على الواجهة.
الكتابات الرئيسية تدور حول كامل الكورنيش وهي منفذة بطريقة النقش على الحجر ضمن نماذج نباتية أو زهرية بالإضافة إلى كتابات بالخط الأتابكي الكوفي، الكتابة الثانية تحمل اسم المعمار سعيد المقدسي، ومن أهم الكتابات تلك التي تحمل اسم الصحابي عمر بن الخطاب مما يؤكد ارتباط جامع الشعيبية بالفترة الإسلامية المبكرة.
كما نجد تأريخاً للمدرسة عبر الكتابة المنقوشة فوق القسطل خلال بناء المدرسة وإعادة بناء الجامع في الفترة الزنكية.
ويتابع المهندس سيكت: خضع الجامع عام ٢٠٠٦م لأعمال ترميم شاملة حيث قمت بمشاركة عدة مهندسين بأعمال ترميم شاملة أعادت الرونق لهذا الجامع، حيث تركزت أعمال الترميم على كشف الجدران وإزالة التشوهات واستبدال الحجارة المتآكلة، وتدعيم الأساسات ومعالجة التشققات في القباب والجدران وإزالة السقف البيتوني في الرواق واستبداله بآخر حجري.
كما تم الكشف عن الأقواس الرومانية وترميم أحدها، وكذلك الكشف وترميم نافذة لبناء يعتقد أنها تعود للعهد البيزنطي.
كما تمت إزالة حجر التلبيس وإزالة طبقات الطينة السميكة، ومعالجة الأضرار في أماكن مرور كابلات الكهرباء بسبب شق الجدران بالدسك الكهربائي لتمرير تيب الكهرباء، كما قمنا بأعمال الصيانة الشاملة للمصارف والبنى التحتية، وغيرها من أعمال الترميم.
لا يزال جامع الشعيبية شامخا وجميلا ولم يتأثر بالزلزال أو غيره من الظروف الصعبة التي مرت على مدينتنا الحبيبة.
#كاتبة_المحتوى: ياسمين درويش
»»»
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب: