الجماهير || أسماء خيرو
في غرفة في مسكن متواضع صغير، قائم في مدينة حلب جلست امرأة شابة تخيط الدمى الصغيرة من القماش .
وياله من لقاء ذلك الذي يجعلك تختبر بنفسك تجربة التتبع الصبور المتأني الدقيق لمراحل صناعة دمية صغيرة تكون مطابقة لملامح إنسان بدءاً من رسم تعابير الوجه وتشكيلها وصولا لصناعة الثياب الأنيقة.
حكايتها مع مشروع صناعة الدمى من القماش تضعها اليوم صحيفة الجماهير في قصة على الأغلب ستكون قصيرة جدا ويمكن تسميتها وفقا لصاحبة القصة “مشروعي الصغير “ولا يمكنك أن تتصور صانعة الدمى إلا امرأة تتمتع بقدر كبير من المهارة والكفاءة ، وفي حال حظيت برؤيتها رأيت بغير كثير من الجهد البساطة الممزوجة بالعزيمة والإصرار .
ولكن كيف بدأت مشروع صناعة الدمى ؟ تقول الشابة ضياء شقير : بدأت المشروع بعد مشاهدتي مقطعا تعليميا على الإنترنت ومنذ ذلك الوقت أحببت هذا العمل ورغبت جدا في احترافه وشيئا فشيئا أردت أن أطور ما تعلمت وبالفعل بدأت بابتكار الأفكار الجديدة التي من شأنها أن تخدم المشروع وتضيف له التنوع.
الشابة شقير دخلت مدارس العلم واجتازت الجامعة بإجازة في الأدب العربي ومن ثم تزوجت وكونت عائلة ولديها حاليا ثلاثة أطفال ، زوجها وعائلتها قدموا لها الدعم للمضي قدما في مشروعها الصغير ومنذ ذلك الوقت دعمهم كان حافزا لها لإتقان ما تعلمته من الإنترنت بطريقة حرفية ومن ثم إنشاء موقع خاص بها على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان ( مشروعي الصغير ) وربما لاتغالي حين قالت: بأن التاريخ لن يعرف امرأة مثلها تحب عمل صناعة الدمى من القماش .
فهل واتاها نجاح الأيام في ظل الظروف الحالية ؟ تقول عن ذلك : نعم منذ ستة أشهر جعلت مشروع صناعة الدمى الذي أسسته وسيلة للعيش والارتزاق ولقد رأى النور وكبر من خلال التسويق الإلكتروني، واليوم يدر علي دخلا إضافيا لابأس به يعينني وعائلتي على الحياة المعيشية التي تزداد صعوبة يوما بعد يوم ويساعدنا على التماهي قدر الإمكان مع الغلاء .
وتتابع الشابة شقير بالنسبة للمواد الخام كل قطعة اشتريها من مكان مختلف في السوق وصناعة الدمية تحتاج لمراحل كثيرة لتكون على شكلها النهائي إذ تمر بالتشكيل ومن ثم الخياطة والحشو وأخيرا التجميع واللصق ، وفي الآونة الأخيرة بدأت بصناعة دمى صغيرة جدا كستاندات لوضع الأقلام ، ولتزيين غطاء الموبايل ، وفواصل للكتب، بورتكليه ، زينة أعياد الميلاد .
وأخيرا تخبرنا الشابة شقير بأن الوقت من أكثر الصعوبات التي تواجهها إذ لايمنحها مساحة لتبدع أكثر وأكثر وتحلق بصناعاتها اليدوية إلى آفاق بعيدة كونها تقع على عاتقها مسؤولية رعاية أولادها الثلاثة .
وتأسيسا على ماسبق يمكن أن نضيف إثر لقائنا بها بأنها من النساء اللواتي يرون في العمل وليس سوى العمل الحل الأوحد لكل ماينتاب حياتهن من مصاعب تعجز الأيام عن حلها ولعلهن في ذلك أصبن فالحياة التي لايعرف أحد كيف تبدأ ولايدري إلا الله كيف تنتهي وعلى أي وجه تتطور وتسير تحتاج إلى ذلك وليس غير ذلك .
»»»»
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب