عبد القادر حنطاية… جذبه فن الأرابيسك وتعلمه في سن الخمسين.

الجماهير – عتاب ضويحي
قد تبدو القطع عادية، رسومات وزخرفة هندسية ونباتية، وألوان متداخلة، لكن حقيقة أمرها أنها قطع أخذت من صاحبها الوقت الكثير، استهلكت طاقته، واستجرت حواسه وإحساسه للوصول إليها، الحديث يدور عن قطع الأرابيسك التي جذبت الكثيرين إما لتعلم وإتقان فن الأرابيسك، وإما اقتناء القطع وتخصيص الصدارة لها في أهم الأماكن، كما هو الحال مع عبد القادر حنطاية ذي ال65 عاماً، جذبه الأرابيسك ودفعه شغفه به لتعلم أصوله وأساسياته وهو في الخمسين من عمره.

وعن حكايته مع فن الآرابيسك يقول حنطاية في حديث مع “الجماهير” أنه عاشق لكل ماهو تراثي وتاريخي فكان انضمامه لجمعية العاديات بحلب وراء ذلك، ولفته ذات يوم مهارة أحد حرفيي الأرابيسك من معارفه في تصنيع صندوق مجوهرات خشبي ، كان يراقبه بدقة شديدة، رغم حرص الآخر على عدم كشف أسرار مهاراته، ومن ذاك اليوم بدأ يبحث هنا وهناك، ويجرب ويطبق درايته البسيطة، ورغم البدايات الفاشلة، إلا أنه استمر بالمحاولة حتى استطاع أن ينجز أول قطعة أرابيسك وهي عبارة عن “علاقة  مفاتيح” محفور عليها اسم أو حرف.
وعن مراحل تصنيع الأرابيسك أوضح حنطاية أنها تبدأ باختيار القطعة الخشبية المراد تحويلها لأرابيسك وتحديد الرسمة وغالباً ما تكون من خيال الصانع، ومن ثم يلف السلك النحاسي ذو القياس المناسب للعمل حول الشكل ويتم تعبئة الفراغ بين السلك والخشب بألوان نباتية، فألوان البني بدرجتيه الفاتح والغامق مأخوذة من نوى التمر يتم حفها لتصبح بودرة، إضافة لحبات البن وإذا ما أردنا اللون الأسود نحمص تلك الحبات، أما اللون الأخضر من أوراق الأشجار ونبات المتة  نيبسه ونطحنه وله درجات فاتح وغامق، نختار درجة اللون حسب العمل ومايحتاحه، وبشكل عام الأرابيسك يهوى الألوان الغامقة لتعطيه خاصية القدم والتعتيق ، وبالنسبة للصدف يكون صناعيا أسهل في العمل كونه أبيض اللون وشكله هندسي أكثر، وأخيراً مرحلة الخف بورق الزجاج وكل مرحلة حف تحتاج لدرجة ورق معينة”100،200،400،600″وآخرها 2000 تستخدم معها الماء لمنح القطعة لمعاناً قوياً ودائما لايتأثر بالعوامل المناخية.
ونظراً لضيق وقته وعدم تفرغه الكامل لهوايته كونه يعمل في تصليح كراسي ذوي الاحتياجات الخاصة والدراجات الهوائية، إضافة لغلاء أسعار المواد الأولية من خشب ونحاس ولاصق ، يعتمد حنطاية على تصنييع قطع الأرابيسك حسب الطلب أغلبها العكازات والدبوس أو البسطون، وجوزة المتة.
وينهي حديثه بالتأكيد على أن الأرابيسك هواية أكثر من كونه صناعة أو حرفة، لايعمل بها إلا من يكون لديه شغف يلهمه الإبداع، يجسده بقطعة أرابيسك أخذت شيئاً من روحه.
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار