الجماهير – عتاب ضويحي
رغم أفول نجم “بوابير” الطهي وقناديل الإنارة “اللوكس” وتقلص حضور مهنة السنكري تحت ضربات مطرقة الحداثة والتطور، إلا أن العم يحيى أبو خرس 62عاما” المعروف بأبي أحمد السنكري لازال يعتبرها مهنة لا غنى عنها فهي كما يراها إن لم تغن تستر صاحبها.
وبابتسامة ارتسمت على ملامحه بدأ يتحدث العم أبو أحمد لل” الجماهير “عن إيام السنكري الذهبية، يتذكر كيف كان يجلس في صغره بمحل والده بإحدى حارات قسطل الحرامي الذي تجاوز عمره السبعين عاماً بعد عودته من المدرسة يراقب حركات والده بانتباه يشده حب خفي لتعلمها، لتصبح مهنته فيما بعد وبذات المحل دونما تغيير بأركانه وأدواته ، وتشمل كما ذكر صناعة أقماع الزيت والمازوت، أباريق الحليب، و الحمامات، المزاريب، وبواري المدافئ من مادة التنك والتوتية ، إلى جانب تصليح أعطال الببور من رأس وقلب وصمام وشراق وغيرها من أعطال تصيبه، إضافة لتصليح أعطال “اللوكس”الدارج استخدامه آنذاك.، وحالياً بيع الأدوات البلاستيكية وتصليح الأعطال البسيطة لبعض الأدوات الكهربائية خاصة فيما يتعلق باللحام.
وأضاف العم أبو أحمد أن المهنة أصابها ركود مع وجود أفران الغاز والكهرباء، وتوفر الأدوات البلاستيكية، لكن مع فترة الحرب على بلدنا عاد نجمها من جديد وعدت لمصلحتي، وبدأت الناس تقصدني لإصلاح الببور، وحالياً أغلب من يقصدني ممن لايزالون يستعملون الببور، وأهل القرى القريبة ونسبتهم قليلة جداً، ولفت إلى وجود عدد من السنكرية في حارات حلب القديمة أغلبهم تعلموا أصول المهنة من والده.
وختم حديثه وكله امل أن تلقى مهنته وباقي المهن التراثية اهتماماً من الجهات المعنية للحفاظ على هذا الإرث الجميل، فأي عمل مصنوع باليد فيه الكثير من الحب والإتقان، ويتمنى لو أن يقبل الشباب على تعلم تلك المهن وإن كانت ليس لها مستقبل، إلا أنها تراث عريق وماضي يدعو للفخر والاعتزاز به، فأقل واجب تجاهه حمايته من الاندثار.