أهلة ونجوم وفوانيس… زينة رمضان طقس سنوي يضفي البهجة والروحانية.

الجماهير – عتاب ضويحي
لايعد رمضان  شهر الخير والرحمة والمغفرة والعتق من النار وحسب، والزائر الكريم  الذي يملؤنا بوافر الإحسان والزهد والترفع، بل هو أيضاً شهر العادات والتقاليد الاجتماعية الراسخة والمتوارثة، و كرنفال من الأضواء والبهجة والتراحم.
تشهد الأسواق مع اقتراب أيام الشهر الفضيل حركة كبيرة، استعدادا له من قبل  الأهالي رغم الظروف المعيشية الصعبة، لكن الاحتفاء به بات ركنا من أركانه وطقسا من طقوسه.


أجواء الزينة والفوانيس والأنوار التي تملاً الشوارع، وتزيبن المنازل بإضافة لمسات خاصة على الديكور ومائدة الطعام بالاكواب  والصحون  وغرفة الجلوس بالمفارش والوسائد،  تترك أثراً كبيراً في نفوس أهل البيت والضيوف.
زينة رمضان تحمل أثراً عميقاً
وفي استطلاع للرأي حول الاستعداد للشهر الفضيل وزينة رمضان  وأثرها النفسي بينت أم أحمد ربة بيت أن زينة رمضان تحمل أثراً عميقاً في النفس، وتمنح المنزل نكهة العيد والاحتفال، ويمتد أثرها ليطال معظم تفاصيل الحياة، أما مقتنيات رمضان من الزينة والإكسسوارات اقتصرت على الفوانيس والأهلة وبعض الشخصيات الكرتونية، فهناك أولويات أخرى تفرض علينا الاختصار حسب كلامها.
ومن جانبها أشارت سلمى عبد الواحد موظفة أن زينة رمضان والفوانيس يرتبطان بشهر رمضان المبارك والبهجة بقدومه لاسيما عند الأطفال، ومن خلال الاحتفال بالشهر الفضيل نعزز ارتباط الصغار بشهر العبادة والروحانيات.
وتحرص رشا سليمان على تجديد زينة رمضان سنوياً، ومواكبة التغييرات في الإكسسوارات، فإلى جانب اقتناء قطع جديدة، وتفضل سليمان الشخصيات الكرتونية المرتبطة بشهر رمضان “عائلة فنانيس”، فعلقت حبلاً منها على الجدار مع فانوس لإحدى الشخصيات.
بينما ترى هدى سالم ربة منزل أن زينة رمضان بالنسبة لها تكمن جماليتها ومتعتها في إعدادها وصنعها بنفسها، من خلال الاطلاع على صفحات التواصل الاجتماعي على أفكار الزينة المصنوعة يدوياً من الكرتون والفلين وغيرها، ومشاركة أطفالها في صنعها يزيد من جمالها واستغلال الفرصة لخلق أجواء عائلية تفاعلية.


ولاشك أن زينة رمضان تحولت لموسم تجاري مهم، خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث حرص المسوقون على طرح أشكال مختلفة ومتنوعة من الزينة ترضي جميع الأذواق، وهناك من ينتقد ومن يؤيد، حسب ما ذكر أحمد العبدالله صاحب محل هدايا، ويراها عادة جميلة رغم اعتراض البعض، ومن الجميل أن يغير الناس روتينهم ويجددوا الديكور بإكسسوارات غير مكلفة أو مصنوعة يدوياً.
تختلف الأسعار باختلاف الأحجام والمكان
وبين عدنان بلطجي صاحب محل للثريات و الحرفيات، أن زينة رمضان درجت بشكل واسع منذ أربع سنوات، وتتضمن أهلة، فوانيس، مولويات، مضيفات، ويرى أن زينة رمضان باتت طقسا من طقوس رمضان، لايمكن أن يمضي الشهر بدونها، لذا حرص على التشكيل بالأصناف وإنتاج الأكثر طلباً إلى جانب طرح أفكار جديدة.
وبالنسبة للأسعار حسب ماذكر بلطجي، تعتبر  مناسبة للجميع فوق التكلفة بشيء بسيط،كوننا نحن المنتجون والمصنعون، وتتراوح بين  15 حتى 200  ألف، تختلف حسب الحجم والنوعية، مثلا الهلال من 15 إلى 200 ألف، المولويات مصنوعة من  الريزين قطعتين ب 50 ألف، ، “صواني الضيافة ” من 100 – 150، وهناك عروض أيضا على القطع والأشكال الموجودة كل 3 قطع لها سعر لكنه مناسب للجميع.
وفي محل آخر لبيع الزينة تراوحت الأسعار بين 25 إلى 65 لهلال رمضان المصنوع من الخشب، وحبل الإضاءة 12 ألف، بينما حبل الشخصيات الكرتونية وعبارات رمضان سعرها 6 آلاف،أما المفارش والوسائد فتجاوز سعرها ال100 ألف.
ويرى أغلب من التقيناهم أن الأسعار متفاوتة بين المحلات وتختلف حسب المكان، فنجد ذات القطعة بسعر مختلف.
مشاريع منزلية
تعتمد  منى قلعه جي في مشروعها الذي بدأته  منذ سنتين  على تصنيع إكسسوارات رمضانية من فوانيس  وحقائب البلكسي تتضمن لباس الصلاة والقرآن الكريم ومسبحة لؤلؤ، روزنامة رمضان، إضافة للخشبيات والشرقيات، ولحظت قلعه جي الإقبال على طلب القطع الخاصة برمضان، وأصبحت جزءاً  من الديكور المنزلي ، تدخل  البهجة، أما الأسعار الأسعار  تناسب الغالبية.
أصل زينة رمضان
الروايات المتواترة تقول إن أصل زينة رمضان تعود إلى الصحابي الجليل تميم بن أوس الداري، حيث يعتقد أنه أول من رسخ فكرة زينة رمضان، وذلك عندما أنار المساجد كل ليلة جمعة باعتباره يوما مقدساً عند المسلمين،
وتشير الكثير من الدراسات إلى أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول من زين المساجد وأنارها مع قدوم الشهر الفضيل، حتى يتمكن المسلمون من إحياء الشعائر الدينية ليلاً،
وبدأت فكرة تزيين الشوارع إلى جانب المساجد مع فترة عهد الدولة الطولونية حيث أمر الخلفاء بتزيين الشوارع، هكذا حتى انتقلت الفكرة لتزيين المنازل.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار