الرجل الأصفر….  وعطف رمضاني على أمسيات تشاركية وأمسيات تجالس الوحدة ومواقع التواصل الاجتماعي .

الجماهير || اسماء خيرو
تشاء المصادفات في يوم أن يقع بصري على الرجل الأصفر يتجول في شارع بارون في حلب وإن المرء لتأخذه الدهشة عن يمينه وشماله حين يراه ويفكر للحظة بارتداء اللون الأصفر لأكثر من خمسة وثلاثين عاما .
ودار حديث #الجماهير ذاك اليوم مع أبو زكور الملقب بالرجل الأصفر الذي امتاز برحابة الصدر وطلاقة الوجه حول رمضان الأمس واليوم ، ليقارن بين أمسياته المؤنسة التي كانت تحيل البؤس نعيما بطقوسها وموائدها الزاخرة بما لذ وطاب من أصناف الأطعمة جامعة حولها الأهل والأقارب والأصدقاء ومابين أمسيات غدت أحادية الوجه واللون تفتفد كل ماقيل بفعل الغلاء .
وامتد حبل الكلام نحو طقس دعوة أهالي قرية تادف مسقط رأسه فقيرهم وغنيهم إلى مائدة الإفطار  وهنا ينهمك الرجل الأصفر بالحديث عما كانت تتشكل منه مائدة رمضان الأمس من أصناف الطعام التي كانت تصنعها  والدته كالكبب بأنواعها ، والمناسف ، والحلويات إضافة للحديث عن والده الذي كان يدعو أهل القرية جميعا دون استثناء لمشاركته طعام الإفطار  .
ويسترجع أبو زكور شريط ذكرياته ويشير إلى سهرات رمضانية كانت تطبعها المحبة والألفة والخير والبركة والتشاركية فأمسيات الأمس على النقيض من أمسيات اليوم تجالس الوحدة والواتس والفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي وتعيش ندرة توفر أصناف الطعام  .
يقول : إن المجتمع المتآلف المتحاب كان أميز ما كان من شهر رمضان الأمس والفقير لم يكن يهمه تدبر أمر طعامه وشرابه فيما في وقتنا الحاضر وبعيدا عن التعميم لقد غاب ماكان من ألفة ومحبة وأصبح الفقير يحسب ألف حساب إن فكر فقط أن تكون مكونات طعامه الرمضاني من اللحوم البيضاء لا الحمراء .
ويقضي الرجل الأصفر يومه الرمضاني  مابين قراءة القرآن الكريم  والتجول في أحياء مدينة حلب وزيارة من لم يسافر من الأقارب والأصدقاء ولايستثني من أمنياته أن يعود رمضان كما كان أيام  زمان تسوده المحبة الصادقة وتشغله طقوس اختفت هذه الأيام نتيجة الغلاء والأوضاع الاقتصادية المتردية وإن حاول البعض إحياء بعضا منها باليسير والقليل والجود من الموجود .
وتمنى في ختام حديثه أن يطل أغنياء حلب على الفقراء بإقامة المزيد من موائد الإفطار والاهتمام أكثر بهؤلاء الفقراء علهم بذلك يساهموا بقدر قليل من زحزحة ثقل الوضع المعيشي البغيض عن أنفاسهم في هذا الشهر الفضيل .
وحين أنهى حديثه مع الجماهير تدخل أحد المارة ووقف مع عجلته ليسلم عليه ويطمئن على أحواله وفي هذه الأثناء باغتته عن رضى عين الموبايل والتقطت له الصور فإذا بوجه هادئ منبسط الأسارير ولون أصفر مشرق يشع كمعلم من معالم مدينة حلب الأثرية .
======
‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب
👇🔥
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار