مازال رمضان يذكره بالخير …. منقوع قمر الدين من طبق دائم على المائدة الرمضانية إلى أحاديث متوارية في الذاكرة الشعبية.
بوسع الذكريات في شهر رمضان في بضع دقائق أن تحدثك عما حفظته بعض نساء حلب عن صناعة بعض أصناف الطعام بحيث ستلحظ منذ اللحظة الأولى للحديث نوعا من الألفة والحنين مابين اليوم والأمس.
وإن أردت أن لا يتبدد بعض وقتك وأنت تنصت للذكريات سنخبرك عن طبق يتكون من شرائح المشمش ذات اللون البرتقالي تنقع في ماء بارد لبعض من الوقت إلى أن تذوب نهائيا ومن ثم تخلط بقوة إلى أن تصبح سائلا لزجا ذو قوام ثخين أشبه بالحساء ومن ثم يصفى ويضاف له السكر ويسكب في النهاية في أطباق أو كؤوس .
وقد تغريك المكونات وطريقة التحضير للمضي في التعرف على أحاديث متوارية في ذاكرة نساء حلب عن هذا الطبق الذي أفل نجمه بعد أن كان تحضيره يعتبر تقليدا شعبيا تحتفي به المائدة الرمصانية كل عام ولا تنتعش إلا بوجوده وخاصة في أيام الصيف الحارة .
تقول السيدة ابتهال معراوي : يعتبر القمر الدين من أصناف الطعام التي يذكرها رمضان بالخير ، اعتاد الحلبيون القدامى على تحضير منقوع قمر الدين وتناوله كنوع طيب المذاق بخاصة إن أتى رمضان في فصل الصيف.
أما عن تحضيره يكون بتقطيعه ونقعه في الماء قبل ساعات من موعد آذان المغرب ثم مرسه وتصفيته ليؤخذ السائل ويضاف له قليلا من السكر حسب الرغبة ويوضع فيه قطعا من” البوظ” الثلج ويقدم كطعام بوضع قطع من الخبز وتناوله بالملعقة وحاليا وللأسف توارى في الزمن لم يعد يذكره ويستعمل كنوع من الأطعمة إلا القليل حيث بات يتناوله الكثير كنوع من السكاكر المغلفة .
ومن حبل الود الأصيل الذي لا يمكن أن يقطعه النسيان عن ما كانت تزخر المائدة الحلبية من أطباق الطعام الشهية تشير السيدة أم عبادة إلى أهمية هذا الصنف وارتباطه الوثيق بشهر رمضان إذ كان حضوره واجبا يوميا ليتم إعداده بطرق مختلفة ويقدم كوجبة غذائية ونوع من أنواع العصائر الذي تنعش القلب في أيام الصيف الحارة فضلا عن أن بعض ربات البيوت كانت تعده كنوع من أنواع الحلوى تسمى ” بالوظة قمر الدين ” بإضافة النشاء والسكر والمكسرات .
وتستدعي السيدة عائشة الذكريات وتحن إلى طبق قمر الدين الذي كانت تعده والدتها رحمها الله بطريقتها المميزة كشراب يومي شأنه شأن العصائر الإضافية الأخرى التي كانت تحفل بها المائدة الرمضانية كالعرق سوس والتمر هندي مبينة بأنه كان عنصر ثابت في قائمة المشتريات الرمضانية لاغنى عنه ولكن في وقتنا الحاضر لم تعد المائدة الرمضانية تراه إلا فيما ندر وذلك بسبب الغلاء .
وتتذكر الشابة ضحى أحاديث جدتها عن مائدة رمضان في سنين مضت وكيف كان منقوع القمر دين من الوجبات المفضلة لدى جدها في رمضان وغير شهر رمضان إذ كانت الجدة تحرص دائما على إعداده موضحة بأن هذا الطبق مرتبط بصور عائلية لا تود نسيانها متمنية عودة تلك الأيام مبينة بأنها فيما مضى خاضت تجربة تحضيره وأنه من الأطباق السهلة لا تحتاج الكثير من الوقت أو الجهد وله مذاق طيب إضافة إلى أن عصيره يروي الظمأ وخاصة في الأيام الحارة وحتى أنها جربت أن تصنع منه طبق من الحلوى شبيه بالمهلبية.
======
تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب
https://whatsapp.com/channel/