مقاومة الاحتلال الفرنسي في الرواية السورية

الجماهير  || عتاب ضويحي

ضمن فعاليات مهرجان عيد الجلاء نظم اتحاد الكتاب العرب فرع حلب بالتعاون مع مديرية الثقافة ورابطة رجال الثورة السورية المنطقة الشمالية محاضرة بعنوان “مـ. ـقاومة الاحتلال الفرنسي في الرواية السورية” بمشاركة نذير جعفر رئيس فرع الاتحاد والدكتورة نسرين الصالح في مقر الاتحاد اليوم.

بداية تناولت الدكتورة الصالح عن توظيف الحدث التاريخي للرواية ودوره في فتح الآفاق الواسعة  للقراءة والتأويل، ومثال عليه رواية “العين والمخرز “للكاتب داود أبو شقرا، فأول مايلفت فيها والكلام للمحاضرة القالب الزمني الذي ينفتح على أزمنة عدة من غير أن يخل ببنية الرواية ويؤكد الانطباعات الأولية للقارئ كي لايشعر أنه أمام نص تحليلي أو تاريخي فحسب، وذكرت الرواية الكثير من الأحداث القديمة والحديثة” الوحدة بين سورية ومصر، الانفصال وأسبابه، والأحداث المتعلقة بسليمان الحلبي” وتحركت الرواية  بحرية في أزمنة عدة استدعت استرجاع الأحداث في مواقع مختلفة، وبأسلوب سلس بدأت من قراءة طفل خبر عن سليمان الحلبي في صحيفة وضعت تحت الصحون، مروراً بالزمن الحاضر لشاب كاتب الرواية، رجوعاً لزمن الحلبي وماحصل معه ايام الاحتلال الفرنسي ومقاومته له ليعود إلى زمن الطفل وكيف حصل على مذكرات الحلبي الحقيقية من قبل والده، ضمن تقاطع بين السيرورة التاريخية والرواية ومزج بين الماضي والحاضر، ولفتت المحاضرة إلى الرسائل غير المباشرة للرواية ومافيها من تصحيح لمسار الوعي الفردي والاجتماعي، ورسائل أخرى تحمل دلالات كثيرة منها إهمال مصير سليمان الحلبي والمطالبة باسترجاع رفاته من الحكومة الفرنسية فهذا الإهمال يعني إهمال مصير الأمة.

وختمت الصالح بالقول إن معظم الروائيين السوريين اهتموا بالأحداث التي مرت بها البلاد أيام الاحتلال الفرنسي وقالت الروايات مالم يقله المؤرخ وسلطت الضوء على أشكال المقاومة والنضال ضد المحتل أمثال روايات “المصابيح الزرق والشراع والعاصفة لحنا مينا، الطريق إلى الشمس عبد الكريم ناصيف، العصاة صدقي إسماعيل” وغيرها.

وفي سياق متصل استعرض الكاتب جعفر صور مـ. ـقاومة الاحتلال الفرنسي في عدة روايات سورية عايشت أحداث الثورة وكشفت عن أبطالها والوجه الشعبي المـ. ـقاوم ربما لانجدها إلا في المدونات السردية والروائية والقصصية، من بين الروايات رواية حسن جبل” لفارس زرزور فالكاتب حسب جعفر لايؤرخ الثورة السورية ضد المحتل الفرنسي بل يعيد اكتشافها وتتلامح الصور الحية لأبطالها وتدب الروح في تفاصيلها وفضائها الزماني والمكاني، لنجد أنفسنا أمام مشهد روائي غني بدلالاته وعميق في النفاذ ألى جوهر الواقع والتقاط أبعاده السياسية والاجتماعية، وبطل الرواية “حسن جبل” واحد من الثوار الذين قاتلوا ببسالة  وصنعوا الجلاء بدمائهم ثم انسحبوا للظل لمتابعة حياتهم، وإحدى الشخصيات تجسدت فيها القيم الجوهرية التي توقظ حب الحياة بقدر ماتدفع للدفاع عنها ، وهنا تكمن أهمية الرواية في أنها قالت مالم يقله التاريخ الرسمي.

وفي رواية المصابيح الزرق لحنا مينا  يتابع جعفر نجد صورا نضالية لمقاwمة الاحتلال الفرنسي في مدينة اللاذقية من خلال شخصية “محمد الحلبي” الذي سار والجماهير خلفه  من صحن جامع القلعة يرفعون العلم ويرددون نشيد انت سورية يابلادي.

والأمر ذاته في رواية المياه العائمة حيث رصد الكاتب صميم الشريف مظاهر المقاwمة وكفا.ح الدمشقيين ضد المحتل، وطرح صورة الأبطال الشرفاء والخونة العملاء.

ثم انتقل المحاضر للحديث عن رواية “قصر المطر” للكاتب ممدوح عزام التي يمتد فيها زمن المتن الحكائي الذي نستدل عليه من الوقائع والمعارك من نهاية الاحتلال العثماني مرورا بالانتداب الفرنسي وقيام ثورة سلطان باشا الأطرش وصولا إلى الاستقلال، أما الفضاء المكاني يشمل أماكن حقيقية في السويداء وأخرى متخيلة تدور فيها الأحداث ومقاwمة الاحتلال، وشخصياتها المناضلة والمقاwمة للمحتل وشخصية الإقطاعي المستغل.

وعرج المحاضر على مجموعة من الروايات لأبناء حلب ومافيها من تجسيد لمقاwمة الاحتلال الفرنسي منها رواية أحضان السيدة الجميلة للروائي الراحل وليد اخلاصي، وروايات عربية أخرى لكتاب عرب كرواية اختياراتي والحب لصدقي إسماعيل.

وأشار المحاضر إلى النسيج الوطني الرائع في الرواية السورية فالشعب واحد لايفرقه شيء ويجمعه حب الوطن.

وعلى هامش المحاضرة ألقت الشاعرة غالية خوجة قصيدتين وطنيتين تتغنيان بحب الوطن وتعظيم الشهادة وتقديس دماء الشهداء بعنوان “أكفن وقتي المتضارب، وأيها الوقت الأرجواني”

وتركزت مداخلات الحضور على مدى تسليط  الرواية الضوء على كافة جوانب الثورة والنضال ضد المحتل الفرنسي، وهل استطاع الروائيون بالفعل إبراز وإظهار شخصيات شعبية ومنحهم حقها من خلال ذكرهم في رواياتهم.

قدمت المحاضرة وأدارت الحوار الكاتبة سها جلال جودت، وحضرها فاروق اسليم عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب وجابر الساجور مدير الثقافة وعدد من المهتمين والمتابعين للشأن الثقافي والتاريخي.

======

‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب

👇🔥

https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار