الفكر التنويري وتوثيق التراث السوري في أعمال الأديب الراحل مطانيوس مخول

الجماهير – عتاب ضويحي

نظم فرع حلب لاتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع مديرية الثقافة محاضرة بعنوان “قراءة في أعمال مطانيوس مخول” بمشاركة سلوم إلياس سلوم ونيللي مرجانة بمقر الاتحاد أمس.

تناول الشاعر سلوم بداية حياة الشاعر والأديب  مخول كما كتبها  الراحل، إذ ولد في قرية حزور التابعة لمصياف في محافظة حماه عام/ 1947/ تلقى تعليمه الابتدائي والاعدادي والثانوي متنقلاً بين مدارس قريته ومصياف وحمص، وتابع تحصيله الجامعي بجامعة دمشق كلية الآداب قسم اللغة العربية وتخرج منها عام 1972، وحصل  على شهادة دبلوم التأهيل التربوي، ودرّس مادة اللغة العربية بمدارس حلب حتى إحالته إلى التقاعد عام 2007.

تعددت هوايات الراحل بين نظم الشعر وأثرت بيئته وتركت بصمة خاصة بأعماله الأدبية حسبما ذكر سلوم ، من أعماله  المجموعة الشعرية “روضة أمل” ومخطوط “عناقيد السلام” تتحدث عن الحرب على سورية، وكتب القصة القصيرة والمقالات الفكرية والسياسية في جريدة الجماهير، وله 5 روايات “هروب وانتقام، الطيور المهاجرة، جلجامش، الانتماء، ومخطوطة النظيرتان”، كان عضوا بفرع حلب لاتحاد الكتاب العرب، وجمعية القصة والرواية بدمشق، وعضواً مؤسساً بجمعيتي أصدقاء اللغة العربية بحلب وملتقى جديدة عرطوز الثقافي بريف دمشق، وأهدى السلوم  الأديب الراحل قصيدة نثرية بعنوان” عفوك إلهي “ذكر فيها مناقب الفقيد وخصاله الحميدة ومحبة الآخرين له.

وفي سياق متصل قدمت  السيدة مرجانة قراءات في ثلاث روايات للأديب الراحل بدأتها برواية الطيور المهاجرة وتدور أحداثها حول عائلة تعاني الظلم والفقر والجوع أواخر الاحتلال العثماني، تدفعهم الظروف للهجرة والبحث عن وطن آخر، وتعترضهم الصعوبات وتدخل شخصيات أخرى في الرواية، والقارئ للرواية حسب مرجانة لا يشعر بالملل، ينقله الكاتب بخفة بين الشخصيات والمزاجات والأمكنة المتنوعة، ويعيش معها الأحداث بشوق، تشده لغة بسيطة غير مبالغ فيها ولهجات محلية وأمثال شعبية وهناهين وأغان ورقص شعبي فلكلوري، مؤكداً على النسيج المتمازج منذ آلاف السنين.

وفي رواية الانتماء تدور الحبكة القصصية والحوارات المتنوعة حول الكثير من المسلمات المتعلقة بالعادات والتقاليد والعقول اليابسة والمنفتحة، إلى جانب الحكمة والأمل والثقة بأبناء الوطن من خلال قصة رجل مقاwم للاحتلال الفرنسي.

أما أحداث رواية هروب وانتقام والكلام لمرجانة تدور بين محردة وحزور ومشتى وطرابلس، أبطالها مهددون بالطرد من قبل الإقطاع فترة الاحتلال العثماني، مظهراً الصراع بينهم في سبيل الحصول على الحرية والخلاص.

وختمت مرجانة حديثها بالقول إن الراحل كان مزيجاً من أرض وسماء وبحر بلاده، تنفس ثقافتها، جسد حبه لبلده وتراثه وأصله وجذوره بأدب باح بمكنوناته بإحساس كاتب وشاعر.

ومن جانبهم شارك الحضور بشهادات عن الأديب الراحل، وأشار الناقد زياد مغامس إلى الراحل مخول بأنه كان عميق الثقافة بالديانتين المسيحية والإسلامية، وبرز ذلك في رواياته، هدفه الوصول لأدبية الأدب نلمحها بكلمة مفردة يستخدمها في مكانها المناسب، وجملة دقيقة يصف فيها الناس، الأرض، المجتمع، الأغاني الشعبية.

ورأى فيه صديقه بهجت بيتوتي أنه مثال الصديق الصدوق والأديب الأديب، والقارئ لأعماله الأدبية يجدها مليئة بالحكمة والثقافة وكانت محط أنظار الأدباء والباحثين.

وترك الراحل بصمة جميلة في قلب كل من عرفه والأثر الطيب بشخصه وأعماله حسبما قالته الكاتبة سها جلال جودت.

قدم المحاضرة وأدار الحوار نذير جعفر رئيس فرع الاتحاد وحضرها عدد من المهتمين والمتابعين للشأن الثقافي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار