سهرة مع أبي خليل القباني…. عرض مسرحي يجمع التراث والتاريخ والأدب.

الجماهير – عتاب ضويحي
أقامت مديرية تربية حلب – دائرة المسرح المدرسي عرضاً مسرحياً بعنوان “سهرة مع أبي خليل القباني” تأليف سعد الله ونوس، إعداد الروائي والمسرحي محمد الحفري وإخراج غنوة حيدري، على مسرح نقابة الفنانين أمس.

وعرض العمل جانبين رئيسين الأول مسرحية القباني المستلهمة من تراث ألف ليلة وليلة “هارون الرشيد مع غانم بن أيوب وقوت القلوب “والثاني دفاع القباني عن “مرسحه” ضد رافضي الفرجة المسرحية من رجال دين وإقطاع إبان عصر النهضة.
وأوضحت ريم شالاتي رئيس دائرة المدرسي بوزارة التربية أن المسرح المدرسي فعال ومتعدد المجالات، ووجودها بحلب لتقييم عمل المدربين خلال العام، والاطلاع على الأعمال المسرحية التي ستشارك بمسابقة يوم المسرح العالمي التابعة للوزارة، وعن العرض بينت شالاتي أنه كعنوان يمثل مسرحا سوريا ومأخوذا من نص سوري لأهم كاتب مسرحي، ومتنوع المجالات “مسرح، موسيقا، فنون شعبية ورقص فلكلوري وتعبيري” ولفتت شالاتي أن العروض المسرحية متوازية مع إطلاق أوركسترا بدائرة المسرح المدرسي في كافة المحافظات بدايتها من القنيطرة وتعقبها تباعاً باقي المحافظات.
وعن الرؤية الإخراجية للعمل قالت حيدري مخرجة مسرحية وعضو نقابة فنانين إخراج سينمائي إن العرض  يمثل مسرح حلب المدرسي ضمن مسابقة يوم المسرح العالمي، ويهدف إلى حث اليافعين المشاركين والبالغ عددهم 25 مشاركا ومشاركة من طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية لتحقيق أحلامهم والسعي وراء طموحهم، والتسلح بالعزم والإصرار والإرادة وبالتالي تشجيع كل الطلاب من خلالهم.
وبالنسبة لطريقة الإخراج حاولت والكلام لحيدري النظر للعمل بمنظور خاص من خلال تقديم عرض مسرحي ضمن العمل نفسه، وإضافة مشاهد تصوير خارجي لتخديم المشاهد وتقويتها، إلى جانب فقرات متنوعة “أرجوز وعيواظ، خيال الظل، الغناء ولوحات الرقص الشعبي” لتكون أقرب لحقبة القباني وتوثيق البيئة الشامية.
ومن الحضور بين الباحث والشاعر بكور العابد أن العمل رغم أنه يتكلم عن مسرح القباني الدمشقي،إلا أنه بنكهة حلبية ربما جاءت صدفة أو بشكل مدروس، لكنها كانت مميزة لأن المطلوب تجديد روح الحياة بالنصوص، وليس تقديمها كما هي ، والمعالجة الدرامية والإخراج والشباب كان له بصمة خاصة، رغم المعطيات القائمة بالمسرح والإمكانيات الفقيرة، مايؤكد أن مسرح حلب لايزال قائماً ومتجدداً.
ومن المشاركين أشار طارق دوبا طالب تمريض أن دور القباني كان صعباً ومميزاً بذات الوقت، لأنه محور العمل وبطله، حاول أن يقدم إمكانياته التمثيلية ليعطي أبا المسرح السوري حقه، وعكس صراعه ضد أعداء الفكر التنويري.
وعن دورها أشارت تالا عيد الغفور الصف السابع أنها لعبت دور قوت القلوب ومعاناتها مع الجاريات ومحاولة خطفها، والدور حسب كلامها منحها الثقة بالنفس وقوة الحضور على المسرح.
ولعب محمد بركات دور سعيد الغيرة الشخصية الشريرة الكارهة للقباني وسبب  تركه دمشق، ولفت إلى أن الشخصية المناهضة للفكر والعلم والفن موجودة في كل الأزمنة، يجب الوقوف بوجهها ومحاربتها.
وبدور الوزير جعفر جسد الطالب مصطفى سبسبي، مبينا أهمية مشاركته وانعكاسها الإيجابي على شخصيته وتنمية قدراته التمثيلية إلى جانب موهبة إلقاء الشعر.
وقدم  محمد أديب جوهر فقرتين غنائيتين “ما احتيالي ويامال الشام “ورقص عربي” سيف وترس “واستطاع بصوته العذب أن يستحوذ على إعجاب الحضور.
تصوير – هايك أورفليان.
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار