- وفاء شربتجي
حاز سوق السقطية (١) على جائزة إيكروم الشارقة ICCROM لعام ٢٠٢١ _ ٢٠٢٢ م ، برعاية حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي والتي كانت تهدف إلى مكافأة الأعمال المنجزة وفق أعلى المعايير الدولية .
وقد نفذت مؤسسة الآغا خان ترميم سوق السقطية (١) بالتعاون مع باقي الجهات المحليّة كالأمانة السورية للتنمية ، ومديرية الأثار ومديرية المدينة القديمة بأياد سورية نعتز بها كما عملت على تأهيل البنية التحتية لهذا السوق وإعادة الكهرباء والماء والاتصالات إليه أيضاً .
وها هو سوق السقطية (٢) يستعيد عافيته من جديد بمساعي مؤسسة الآغا خان دراسةً وتمويلاً وتنفيذاً .
بالتعاون مع الجهات المحلية كالأمانة السورية للتنمية وغرفة تجارة حلب .
بعد تعرضه للـــ. ـــدمار من قبل الإرهابيين عام ٢٠١٢ م.
يقع سوق السقطية (٢) ضمن المدينة القديمة بحلب ويعتبر امتداداً لسوق السقطية (١)
سمي بالسقطية أي ما يسقط من لحم المواشي كالأقدام والرأس وما يحتوي من فوارغ .
حيث تعتبر المقادم ورأس الخاروف بعد سلقها ( القشة) من الأكلات الشعبيّة الشهيرة بحلب .
يحتوي هذا السوق على ثلاثين محلاً تجارياً .
وقد التقينا بصاحب محل للعطارة وابنه السيد هشام فتوح ضمن هذا السوق ليعرفنا عليه .
تحدث بفرح عودته قائلاً :
كم كنت سعيداّ لعودتي لسوق أجدادي هذا الذي يعتبر بمثابة مطعم شعبي معروف لدى كل الحلبيين قبل أكثر من ألف عام لما يحتويه على كل مالذَّ وطاب من الطعام .
وأشار لجهة الشمال من هذا السوق وتابع حديثه قائلاً :
كان يوجد هناك محلاً للتمور و الألبان و الأجبان لصاحبه القصاص ، بجانبه بائع العجة لصاحبه محمد حيصو وقد تم بيع محله إلى محمد قصاص لبيع الألبسة الوطنية يليه محل قصاب يدعى أبو راجي بيا ، ثم محل لبيع الحلاوة لصاحبه عكش ، ثم محل لبيع السلال المصنوعة من القش ، ثم محل فتوح لبيع التوابل ، ثم محل قصاب لصاحبه حسن شوا ، ومحل قصاب آخر لصاحبه أبو صبحي حنان ، وأخيراً بائع السحلب لصاحبه العم صالح.
ويتابع حديثه مستذكراً رفاقه القدامى جهة اليمين من هذا السوق قائلاً :
أول محل كان لبائع الصابون الحلبي السيد قيموز ، يليه قصاب غنم يدعى محمد بيا ، بجانبه محل لأبو سامي الجل وهو قصاب شهير أيضاً ، بجانبه بائع جبنه ومواد غذائية يدعى عبد الرزاق دليل ، ثم مطعم فول لصاحبه الملقي ، بالقرب منه سبيل ماء قديم جداً قدم هذا السوق العريق وبالقرب منه محل أبو ياسين شرباتي للتوابل ، ومحل للضيافه والسكاكر للحاج دكمجي وينهي شرحه عن هذا السوق قائلاً :
أعتقد بأنني قد مررت على ذكر أصحابي من هذا السوق كاملاً راجياً من الله الرحمة على من توفاهم الموت وهم أكثر من ستة عشر شخصاً تاركين محالهم لأولادهم من بعدهم ، آملين عودة باقي التجار إلى هذا السوق بأقرب وقت ، شاكرين كل من ساهم و يساهم بعودة الحياة لتلك الأسواق القديمة والعريقة عبر التاريخ .