حليب يا حليب… نداء الثمانيني محمد أقرع بائع الحليب المتجول الوحيد على مدار 70 عاماً

الجماهير || عتاب ضويحي

لا يشكل العمر عائقاً للعمل أمام العم محمد إسماعيل أقرع، فرغم بلوغه الواحد والثمانين عاماً إلا أنه يؤمن بقدرته على المضي بهمة ونشاط الشباب في مهنة ورثها عن أجداده، ليصبح مثلاً وقدوة لغيره مؤكداً أن العمر مجرد رقم.

على مدار 70 عاما وجد العم محمد نفسه ضمن أسرة امتهنت بيع الحليب الطازج في حارة قسطل الحرامي ، ويستذكر في لقاء مع “الجماهير” من داخل منزل العائلة بحارة قسطل الحرامي، كيف كان والده ينطلق مع ساعات الفجر الأولى إلى مربى معيزه بالقرب من حي الشيخ مقصود لإطعامها والاهتمام بها ومن ثم حلبها، ليقوم العم محمد  واخوته ببيع الحليب الطازج، يحملونه بعبوات مصنوعة من الصفيح “تنكات” لها مقبض حديدي لسهولة حملها كانت تسمى “ججم” ، يجوبون فيها حارات حلب القديمة، ولايزال العم محمد حتى تاريخه يقصد أحياء الميدان بستان الباشا والسليمانية لبيع الحليب البقري الطازج بشكل يومي، إذ تبدأ رحلة بيع الحليب من الساعة التاسعة صباحا بعد إن يصل الحليب من قرية “الشيخ عيسى” لأنه على حد قوله من النوع الممتاز بالطعم والدسامة،  يحمل على دراجته الهوائية ما يقارب ال40 كيلو في الشتاء و30 في الصيف، ويعود بعد الظهر بعد أن ينفق كامل بضاعته، و يعرفه زبائنه من صوته وندائه الذي لم يغيره منذ 70 عاماً “حليب يا حليب”، ويستخدم كيل عمره أكثر من 45 عاماً.

أما عن أنواع الحليب وأيهما الأفضل أوضح العم محمد أن حليب الأغنام الأفضل لكن لا يمكن شربه بسبب دسامته العالية، يليه حليب الماعز أقل دسامة وممكن شربه وصناعة أفضل أنواع الجبن منه، بينما يعد حليب البقر هو الأنسب للشرب لخفته.

والعلاقة بين العم أبو محمد والحليب قوية جداً، فلا يمر يوم دون أن يبيعه ويشربه، لذا حسب قوله تعود صحته وعافيته الجيدة لمواظبته على شرب الحليب بشكل يومي، إضافة إلى حفاظه على صحته والابتعاد عن كل ما هو ضار له صحياً.

يعد العم محمد بائع الحليب الجوال الوحيد في حلب، ويرى في مهنته حياة لا يمكن الاستغناء عنها ،فهو لا يريد أن يكون عالة على  أحد، وأطيب لقمة تلك التي تأتي من عرق الجبين.

 

ـــــــــــــــــ

‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب

https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t

»»»»»

قناتنا على التلغرام:

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار