جامع البهرمية والمدرسة الأحمدية: صروح تاريخية تنبض بالتراث في حي الجلوم

*ياسمين درويش
تتألق مدينة حلب بأبنيتها التاريخية، التي تروي أسطورة زمنها عبر قرون.
 في هذا المقال، نسلط الضوء على جامع البهرمية والمدرسة الأحمدية المجاورة له، للغوص في عراقة التاريخ وفن العمارة في هذه المعالم النادرة.
 وللحديث أكثر عن هذه الكنوز الأثرية، كان لنا لقاء ممتع مع المهندس الاستشاري محمود سيكت، عضو لجنة التراث في نقابة المهندسين.
جامع البهرمية: تحفة معمارية تروي الماضي..
اعتبر جامع البهرمية أحد الأوابد التاريخية التي تعكس عظمة المدينة عبر العصور، حيث يقع في حي الجلوم بالقرب من باب انطاكية. فقد أسس هذا المعلم في عهد الوالي العثماني بهرام باشا بن مصطفى بن عبد المعين عام 1580 م وتم تصميمه وفق طراز التكايا العثمانية.
هذا الجامع لم يكن مجرد مكان للصلاة، بل هو شاهدة على الأحداث التاريخية التي مرت بها حلب.
شهد الجامع عدة أعمال ترميم وصيانة عبر العصور، حيث أعيد بناء المئذنة بعد انهيارها عام 1699م، كما تم إصلاح القبة في عام 1860م عقب تعرضها للانهـ. ـيار بسبب زلزال عام 1822م. وفي عام 1925م، تم إنشاء موضأ على الجانب الغربي من الفناء، مما يعكس اهتمام المجتمع بالحفاظ على هذا الإرث.
تتميز الأروقة والأعمدة الرخامية في جامع البهرمية بجمالها، في حين يتألق المنبر المصنوع من الرخام الأبيض والمحراب المميز المبني من الحجر الأصفر الكلسي الذي يذكرنا بمحراب مدرسة الفردوس الأيوبية.
 ومعروف أن بهرام باشا مدفون في الحديقة الخلفية للجامع، مما يضيف عمقًا تاريخيًا إلى هذه العلامة الأثرية.
المدرسة الأحمدية: مركز للعلم والثقافة..
إلى شرق جامع البهرمية، تظهر المدرسة الأحمدية، المعروفة باسم (مدرسة الجلبي)، والتي تم بناؤها عام 1763م على يد أحمد أفندي بن طه.
تبرز المدرسة في تصميمها الفريد الذي يتضمن مدفن لعائلة الجلبي، ويتميز بهندستها المعمارية الرائعة، حيث تتزين بأعمدة وأقواس مدببة مصنوعة من الرخام الأصفر.
تتكون المدرسة من صحن صغير يقودنا إلى أروقة تمتاز بأعمدة رخامية ثلاثية القباب، بينما يحتضن الجدار القبلي محراباً مصنوعاً من الرخام الأصفر. ويُعتبر الدخول إلى المدرسة بمثابة استكشاف لمكان كان يمثل منارة للعلم، حيث تضم غرفًا للطلاب بالإضافة إلى مكتبة كانت تحتوي على أكثر من ثلاثة آلاف كتاب، بما في ذلك المخطوطات القيمة التي تُعد من أثمن المكتبات في البلاد.
إرثٌ يتجاوز الزمن..
تمتلك المدرسة الأحمدية مجموعة من الأوقاف التي تعود لها، مما يعكس أهمية التراث الثقافي والديني الذي لا يزال يعيش في عقول وقلوب أبناء مدينة حلب.
 إن هذه المعالم لا تمثل مجرد أبنية، بل هي تجسد تاريخًا غنيًا يربط الأجيال السابقة بالحاضرة.
بفضل المعلومات القيمة التي قدمها المهندس محمود سيكت، أصبح لدينا فهم أعمق لتاريخ هذين المعلمين التاريخيين الذين يظلان شاهدين على عظمة الحضارة الحلبية التي تستمر في إلهام الأجيال القادمة.
دعونا نعمل جميعًا على الحفاظ على هذه الأوابد التاريخية، لكي تبقى شاهدة على تراثنا الغني وتعزز من هويتنا الثقافية في المستقبل.
ـــــــــــــــــ
‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب
👇🔥
»»»»»
قناتنا على التلغرام: 👇🔥
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار