الأزياء وأدوات الزينة في الشعر العباسي ..الأشكال والدلالات

الجماهير || أسماء خيرو

ناقش طالب الدراسات العليا عبيدة عبد الرؤوف طراب رفاعي أطروحة الدكتوراه صباح اليوم والتي تمحورت حول “الأزياء وأدوات الزينة في الشعر العباسي / الأشكال والدلالات ” وذلك على مدرج إبيلا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة حلب .

وتتمثل أهمية البحث وفقا للباحث رفاعي بأنها تكمن في سعيه إلى تحديد طبيعة الوعي الجمالي الاجتماعي السائد في العصر العباسي، وذلك من خلال المظاهر الحضارية المتمثلة في الأزياء وأدوات الزينة، كما أنه يهدف إلى تبيان أشكال الأزياء وأدوات الزينة الرائجة في العصر العباسي، والتعريف بطرائق التزيين والتبرح المختلفة ، ويهدف البحث أيضا إلى كشف الدلالات والأبعاد التي يؤديها  اتخاذ الرجل والمرأة على حد سواء – للأزياء وأدوات الزينة في العصر العباسي .

وبين رفاعي بأن الشعراء العباسيون قاموا برصد المظاهر الحضارية المتمثلة في الأزياء وأدوات الزينة السائدة في العصر العباسي، فلاقت صدى في تعبيراتهم ورموزهم الشعرية لذا قام باستقراء هذه المظاهر الحضارية من خلال إنتاج سبعة من فحول شعراء العصر العباسي وهم: البحتري، وابن رومي، وأبو نواس، وبشار بن برد، والمتنبي وابن المعتز، ومسلم بن الوليد (صريع الغواني) .

واعتمد رفاعي في إعداد أطروحته على اتباع منهج المقاربة الجمالية للتعامل مع الشعر بوصفه تعديلا للحاجات الجمالية القائمة والمستجدة وتعبيرا عنها وعن طبيعة الوعي الذي يمثلها وتمثله في الوقت نفسه  .

وأوضح بأن البحث تم تقسيمه إلى أربعة فصول تعرض في التمهيد تم الحديث عن العلاقة بين الفن والواقع ثم قدم لمحة  عن الحياة الاجتماعية في العصر العباسي إلى طبيعة الأزياء وأدوات الزينة المستخدمة في العصرين الجاهلي والأموي .

وبحسب رفاعي استعرض أشكال الأزياء في الشعر العباسي ثم انتقل إلى التفصيل في أنواع أغطية الرأس الخاصة بالرجال والنساء كما تحدث عن أزياء البدن الداخلية والخارجية الخاصة بالرجال والنساء على حد سواء فضلا عن الحديث عن أزياء القدمين في الشعر العباسي.

كما خص رفاعي فصلا للحديث عن أدوات الزينة وطرائق التزيين في الشعر العباسي حيث تم فيه تجديد أنواع الحلي ، والأحجار الكريمة والعطور ، وأدوات الزينة ،المكياج ، وطرائق تصفيف الشعر الراىجة في العصر العباسي متطرقا إلى الدلالات النفسية للأزياء وأدوات الزينة وصولا إلى الحديث عن الدلالات الاجتماعية لكل من الأزياء وأدوات الزينة السائدة في العصر العباسي.

وتناولت الأطروحة طبيعة الوعي الجمالي الاجتماعي للأزياء وأدوات الزينة في الشعر العربي ، حيث تحدث رفاعي عن التجربة الجمالية والعلاقة بين الذات والموضوع ،ثم انتقل إلى مفهومي الذوق الجمالي ، والوعي الاجتماعي ، وتحديد تجليات الوعي الجمالي الاجتماعي لكل من الأزياء وأدوات الزينة والألوان المستخدمة في الشعر العباسي.

وخلصت الأطروحة إلى نتائج من بينها :

– حفلت قصائد الشعراء العباسيين بكثافة لونية واسعة حققت جمالا بصريا في تكوين صورهم الفنية ولم يكن توظيف الألوان لمجرد التزيين بل كان تعبيرا عن الوعي.

– قام العرب في المجتمع العباسي بتفضيل الأزياء الجديدة على أزيائهم القديمة المألوفة ، لأن الأزياء الجديدة لا تتحقق فيها خاصية الملل المرتبطة بالألفة .

-إن الوعي الجمالي الاجتماعي السائد في العصر العباسي يميل إلى الاهتمام بالمظهر الخارجي والمبالغة في التألق .

– تعامل الوعي الجمالي الاجتماعي السائد في العصر العباسي مع اللون الأحمر بوصفه لون ملابس الإشراف والملوك .

-إن الأزياء وأدوات الزينة نتاج إنساني تم ابتكارها لإحداث أثر جمالي كما أنها ذاتية اجتماعية .

– استطاعت الذوات المجتمعية في العصر العباسي التعبير عن حاجتها ورغباتها بما ينسجم مع والظروف المستجدة التي أصابت المجتمع .

– تتراوح التفضيلات الجمالية التي عبرت عن طبيعة الوعي الجمالي الاجتماعي السائد في العصر العباسي بين ثلاثة مستويات ( تقليد الأزياء الفارسية ومحاكاتها ،  السعي إلى المحافظة على الأزياء التقليدية العربية ، محاولة ابتكار أزياء مستحدثة .

– أنتجت علاقة الشعراء العباسيين بالمنظومة التاريخية – الاجتماعية وعيا جماليا – تعددت تجلياته ومظاهره الفنية .

– تغيرت طبيعة الذوق العام في العصر العباسي نتيجة النزوع الإنساني نحو كل ماهو جديد ومستحدث أملا في تحقيق رغبات نفسية وروحية فيما يخص لفت الانتباه ، وكسب الاحترام ،واضفاء الهيبة والوقار .

– أسهم الشعراء العباسيون من خلال قصائدهم التي تناولوا فيها مظاهر الحضارة المادية المتمثلة بالأزياء السائدة في العصر العباسي في الكشف عن طبيعة الوعي الجمالي الاجتماعي الذي تمتع به المجتمع العباسي.

– قامت المرأة في العصر العباسي بتطييب نعلها وخفها بأنواع العطور المختلفة لإظهار حالة الترف التي تعيشها وللفت الانتباه إليها .

– كانت أزياء أهل الذمة في العصر العباسي تعكس دلالة دينية واجتماعية في آن واحد.

و قد منحت جامعة حلب كلية الآداب رفاعي درجة الدكتوراه بتقدير امتياز ودرجة 85 بالمئة عن أطروحته التي أعدها بإشراف من الدكتور أحمد عبد القادر دواليبي .

وتألفت لجنة التحكيم من  د. أحمد دواليبي رئيسا ومشرفا، د. خالد أعرج ، د. ميسون شوا ، د. لميس بدوي ، د. ساندرا عفش .

ـــــــــــــــــ

‏تابع قناة صحيفة الجماهير في واتساب

https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t

»»»»»

قناتنا على التلغرام:

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار