الجماهير || عتاب ضويحي
نظمت جمعية سور للتراث الثقافي في حلب بالتنسيق مع الأمانة السورية للتنمية محاضرة تطبيقية بعنوان “تدعيم وترميم القسم الغربي من خان الوزير” قدمها المهندس الإنشائي محمود سيكت، في منارة حلب القديمة اليوم.
وبداية قدم المحاضر لمحة موجزة عن خان الوزير وأهميته التاريخية و التجارية، وانتقل للحديث عن أثر الزلزال على المباني التراثية، وسلوك المباني الحجرية في مقاومته.
وفيما يتعلق بخان الوزير بين سيكت أن الأضرار كانت كبيرة جداً فيه نتيجة الأعمال الإرهـ،،ـابية والزلزال في أقسامه الأربعة كافة، وبناء عليه قررت جمعية أصدقاء القلعة البدء بأعمال تدعيمية وتصميمية للخان، وترميم القسم الغربي بداية ويعد الأخطر، وبعد الحصول على الترخيص وتأمين الكادر وخطة العمل، بدأت المرحلة الأولى للعمل في إنقاذ الواجهة المائلة بالتدعيم والترميم، وفك وحقن وتركيب الزخارف، تلاها مرحلة معالجة السطح وإزالة الأتربة والنباتات والجذور وغيرها، وإعادة العدسة بعد التعزيل وترحيل الأنقاض، وفك كل الإستارات المفتوحة.
أما الجزء الأصعب والكلام للمحاضر فكان بأخذ قرار هدم القبة لصعوبة ترميمها، والاعتماد على مادة الطوب الأحمر الطبيعية كمادة بديلة تشبه المادة الأصلية للقبة، تم تصنيعها بطريقة تقليدية “الوتد” في معمل بمدينة حماة، والانتظار مدة شهر ليتم التأكد من جهوزية الطوب “القرميد” وفحص قدرته على التحمل، إضافة لترميم القبب المجاورة، وترميم درج مخفي بطول متر ونصف، وإعادة الزخارف والعمود المجدول بجهود عمال وفنيين ونحاتين مختصين للحفاظ على أدق تفاصيل البناء الأصلية.
ولفت المحاضر إلى أن الأجزاء الثلاثة المتبقية للخان بحاجة لترميم وتدعيم، وتعد أماكن خطرة، لكن لابد من الحفاظ على أجزاء الخان لأنه يمثل تراث وموروث يحمل تاريخ مدينة حلب كغيره من الأوابد والمعالم التاريخية، موضحاً أن الصعوبات الأساسية مادية بحتة، لاسيما وأن الخبرات والكفاءات الهندسية والفنية متوفرة ومستعدة للعمل في أصعب الظروف.
وشارك الحضور بطرح المداخلات والتساؤلات حول موضوع المحاضرة، وتقديم رؤى تصميمية واقتراحات عمل تساهم في إعادة الألق للمدينة القديمة.
أدارت الحوار وقدمت للمحاضرة المهندسة ثريا زريق رئيسة مجلس جمعية سور، وحضرها أعضاء من جمعية العاديات وجمعية أصدقاء القلعة، وعدد من المهتمين والمتابعين للشأن التاريخي والمعماري.
تصوير – هايك أورفليان