الجماهير || عتاب ضويحي
نظمت جمعية سور للتراث الثقافي في حلب بالتنسيق مع الأمانة السورية للتنمية محاضرة بعنوان “التراث السوري من خلال المواقع الأثرية” قدمها الدكتور حسان حاج يحيى رئيس قسم الآثار في كلية الآداب بجامعة حلب في مبنى منارة حلب القديمة أمس.
من خلال محاضرته قدم الدكتور حاج يحيى عرضاً مفصلاً عن تاريخ سورية عبر العصور، ابتداء من اول استيطان بشري في سورية قبل مليون و800 الف سنة، حيث وصل البشر لسوريا عبر طريقين من أفريقيا الأول من الانهدام الآسيوي الأفريقي عبر البحر الأحمر، والثاني عبر حوض الأبيض المتوسط، وتم اكتشاف 25 موقعاً أثرياً فيها آثار ولقى للوجود البشري تعود للعصر الحجري القديم، ومن البادية السورية انتقل الإنسان إلى الاستيطان في حوضة دمشق، كهوف يبرود ووادي عفرين حيث توفرت مقومات الحياة، ليظهر بعدها الاستيطان البشري عبر مجموعات، ويبدأ الإنسان بالزراعة والتدجين وصناعة الفخار والأختام، لتكون قفزة نوعية وبالتالي سيطرة على الطبيعة، وظهور نظام المدنية والتحضر، وبداية فجر الحضارة وأقدم نظام التكييف الهوائي في حموكار حسب التنقيبات والحفريات والتحريات الأثرية قبل أوروك أو بالتزامن معها.
كما تحدث المحاضر عن عصر الممالك ودويلات المدن، و الممالك الأمورية.
كما استعرض الدكتور حاج يحيى من خلال جولة على أهم المواقع الأثرية أهم الاكتشافات واللقى والرقم الحجرية الأثرية وبقايا العظام للإنسان والحيوان وأهم الأدوات التي استخدمها الإنسان، ومملكة إيبلا التي تعتبر أهم اكتشاف أثري، وبعض الاكتشافات التي تبين عادات الدفن وفصل الجماجم، و معامل صناعة الأواني الفخارية العادية والمزينة بالزخارف والأشكال، وأقدم تلوين جداري في سورية، والمعابد، وأشكال تصميم البيوت الدائرية والمضلعة، كل تلك الاكتشافات موزعة وموجود في عدة مناطق أثرية منها على سبيل المثال لا الحصر “مواقع أبو هريرة، تلال كرخ، أسود، الرماد، الصبي أبيض، الفرامل، الجرف الأحمر، جعدة المغارة، تل قوزاق، تل بيدر، تل قناص، حمام التركمان، جبل عارودة” وغيرها الكثير من المواقع الأثرية التي تؤكد آثارها على الوجود البشري في سورية ومظاهر المدنية والتحضير وتنوع الثقافات والحضارات والعادات والتقاليد الاجتماعية والنظام الاقتصادي الموجود آنذاك، وتؤكد أن سورية مهد الحضارات وبوابة التاريخ.
كما شارك الحضور بجملة من المداخلات تركزت حول الأهمية التاريخية لسورية.
أدارت المحاضرة والحوار المهندسة ثريا زريق رئيسة مجلس إدارة الجمعية، وحضرها جابر الساجور مدير الثقافة والمهندس عبد الله حجار رئيس جمعية أصدقاء القلعة وعدد من المهتمين والمتابعين للشأن الثقافي والتاريخي والأثري.
تصوير – هايك أورفليان