أسواق حلب تتنفس الصعداء بعد التحرير .. و الأمل و التفاؤل عنوان المرحلة القادمة

|| محمود جنيد
تنفست أسواق وساحات حلب الصعداء في عهد التحرير، و أطلقت العنان لهتاف كسر الأسعار التنافسي الذي تداخل فيه صدى حناجر أصحاب البسطات والعربات الجوالة المكتنزة بمختلف المواد والسلع والبضائع مع أصحاب المحلات استقطاباً للزبون الذي أصبح لديه هامشاً من الانتقائية مع الانتعاش النسبي المتباين للقدرة الشرائية في ظل هبوط سعر الصرف، دون اغفال بعض الاستثناءات بخصوص الأسعار سنسلط الضوء عليها لاحقاً.
أجواء حيوية في سوق باب جنين
ويكاد المار في منطقة باب جنين التي تعج بالوافدين ومن بينهم من يرتادها يومياً للتبضع والاطلاع على جديد الأصناف وعروض الأسعار، لا يجد موطئ قدم له رغم الطقس الشتوي البارد الماطر.
وتؤكد السيدة “أم طارق” بأنها كست أولادها الثلاثة “سترة شتوية، بنطال، كنزة، فيزون” مستعملة وبحالة جيدة جداً بمبلغ لا يتجاوز مئتي ألف ليرة سورية، وأضافت بأن الحذاء الرياضي الجديد “من غير البالة” متوفر بسعر 35 ألف ليرة سورية.
أسعار الفواكه والمواد الغذائية
وبالنسبة للفاكهة، فحدث ولا حرج، وأبلغ مثال الموز الذي هبط سعره إلى 10 آلاف والـ”مانغا” الجيدة نسبياً 12 ألفاً وثمرة الأناناس بين 35 إلى 45، وتلك أصناف كان شراؤها بمثابة حلم لأصحاب الدخل المحدود وأصبحت بالمتناول كما الموالح الفاخرة والتين المجفف، ناهيك عن أنواع البسكويت التي لا تعد ولا تحصى وأصبحت بالمتناول حسب المواطن جمال محمد “عامل عادي” الذي أشار لنا إلى كيس يحمل فيه طبق بيض وزنه 1800 غرام ابتاعه بـ25 ألفاً بينما كان يشتري البيضة الواحدة بألفي ليرة سورية وأكثر.
التفاؤل بواقع اقتصادي أفضل
وتسود حالة من التفاؤل بين عامة الناس حول استمرار انخفاض الأسعار في ظل الانفتاح، بالتزامن مع الزيادة المرتقبة على الرواتب والأجور وشلل اليد الممتدة للأتاوات والإكراميات من الحواجز والدوريات الفاسدة في عهد النظام البائد وضبط حالات الاحتكار التي كانت سائدة. وقال “أبو رائد” الذي سحب لتوه راتبه من إحدى كوات المصرف العقاري مازحاً: لا أدري كم سيكون سعر المعلبات لاحقاً وقد ابتعت ثلاث علب سردين بـ20 ألفاً وعلبة مرتديلا كبيرة “بوري” بـ18 ألفاً، ونصف كيلو غرام مربى بـ10 آلاف والزبدة بـ5 آلاف، مضيفاً بأن الفروج المجمد منتشر وسيساهم بانخفاض سعر الفروج أكثر مع تسجيل 27 ألفاً للكيلو غرام، و45 ألفاً للصدر المشفّى على سبيل المثال، بينما ليتر الزيت النباتي بـ18 ألفاً، والسكر بـ10 آلاف والرز بـ12 ألف، وقس على ذلك.
الأمل في تحسين الأوضاع المعيشية
وأشارت الحاجة “أم راضي” إلى أنها استبدلت الصحون والكاسات البلاستيكية بالزجاجية المتوفرة بأسعار ضمن المتناول ومن مختلف الأنواع، وتأمل في المرحلة القادمة باستبدال الأدوات الكهربائية بدل تالف تباعاً “براد وغسالة وبوتوغاز”، بعد أن تمكنت من شراء هاتف جوال حديث لن يحتاج للجمركة.
تلك كانت مجرد نماذج رصدتها من الأسواق العامرة، على أمل أن يكون القادم أفضل، مع المزيد من الاستقرار الذي يحتاج للمزيد من الصبر والوقت بعد أن تحرر البلد من قيود الظلم والفساد.
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار