الجماهير || أسماء خيرو……
قبل غروب شمس هذا اليوم، تحولت أسواق حلب إلى لوحة فنية تتناغم فيها الألوان والروائح والأصوات، لترسم مشهداً من الفرح الروحي والاستعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك. فما إن اقترب الشهر الكريم حتى تنافست المحلات في ابتكار سبل الترحيب به، وكأنها تتبارى في إثبات أن للضيافة لغة تتجاوز الكلمات، لتتجسد في الزينة والتفاصيل التي تلامس القلوب.
هلال رمضان
يتربع الهلال على واجهات المحلات والبسطات في الأسواق المحلية، كتوقيع سماوي يعلن بداية الشهر الفضيل في حلب. لا يُختزل الهلال في شكله الفلكي، بل يُحيط به زخارف نباتية وهندسية تنسج حوله هالة من الجمال، وكأن المدينة ترفعه شعاراً للاتصال بالسماء في أيام رمضان المقدسة.
فانوس رمضان
لا يكتفي الفانوس بأن يكون مجرد قطعة تُعلق هنا أو هناك، بل يصبح رمزاً للبهجة التي تزين البيوت. تتنوع أشكاله في أسواق حلب بين التقليدي المزين بالنحاس، والمزخرف بأشكال هندسية، والحديث الذي يزاوج بين الألوان الكلاسيكية والتقنيات العصرية. كل فانوس يحمل حكاية، وكل ومضة ضوء منه تُذكر الصائم بأن رمضان ليس صوماً فحسب، بل هو نور يغسل النفوس.
وسائد وسجاد
تتحول الكلمات هنا إلى ديكورات حية؛ فـ “أهلاً رمضان”، “مبارك عليكم الشهر”، و”رمضان كريم” لا تُكتب على الورق، بل تُطرز على الوسائد التي تتربع في واجهات المحلات، وكأنها أحضان مفتوحة للزائرين. أما السجاد، فقد نُسجت عليه العبارات الترحيبية برمضان بخيوط ذهبية وحمراء وزرقاء، لتتحول إلى سجادة صلاة فنية.
حلب تهمس: أهلاً رمضان
ليست الزينة في حلب مجرد مظاهر عابرة، بل هي جزء من ذاكرة المدينة التي عرفت عبر التاريخ كيف تحول المحن إلى مناسبات للجمال. إن رمضان في حلب ليس حدثاً دينياً فحسب، بل هو احتفال بالهوية، وحكاية ترويها التفاصيل الصغيرة: من عبق الأطعمة الشهية التي تحضرها السيدة الحلبية إلى الحلويات الرمضانية، إلى أصوات المدائح التي تتعالى من الجوامع المجاورة للأسواق عند الأذان. إنها مدينة تعلمنا أن الترحيب بالشهر الفضيل لا يكون بالكلام وحده، بل بجعل كل زاوية تهمس: “أهلاً يا رمضان”.
—–
قناتنا على التليغرام 👇🏻
https://t.me/jamaheer
وعلى الوتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t