الجماهير || عتاب ضويحي..
اعتاد الأهل قديمًا على تهيئة الطفل للصوم من خلال أسلوب تربوي يسهل عليه الصيام بالتدريج، ويُعرف هذا الأسلوب بـ “درجات المئذنة”.
حول صيام درجات المئذنة وطقوسه الخاصة المتعلقة بالأطفال في الأسرة الحلبية، يقول حسان خوجة، باحث ومؤرخ: “إن العائلة الحلبية، حتى تعود الطفل الصغير على الصيام، تتبع معه درجات المئذنة أو درجات الحمام. وله تسميات أخرى مثل صوم الغزلان أو العصافير، حيث يعني صوم الطفل من الفجر حتى آذان الظهر، أو من الظهر للعصر، ومن العصر للمغرب، أو من أول يوم في رمضان إلى منتصفه، وصولاً إلى آخره. وذلك ليعتاد الطفل على تقبل الصيام وتحمله بشكل تدريجي، كما يصعد المؤذن درجة المئذنة درجةً درجة”.
ويبين خوجة أن هناك أطفالًا يصرون على الصيام ليشعروا أنهم أبطال وأنجزوا مهمة صعبة مثل الكبار. ومن الطقوس المرافقة لدرجات المئذنة، تخصيص مكان للطفل على المائدة، حيث توضع بجانبه الأكلات المحببة له، وتقوم الأم بإعداد الأطباق المفضلة لديه من باب تشجيعه ومكافأته على صيامه.
وأشار خوجة إلى أن هذا الأسلوب كان له أثر إيجابي في السابق، حيث تجتمع الأسرة في بيت الجد ويتنافس الأحفاد فيما بينهم على الصيام، حتى يكسبوا ثقة وفخر من هم أكبر منهم. ربما اليوم لم تعد هذه الطريقة متبعة لدى الكثيرين، لكنها تبقى وسيلة تربوية تعود الطفل على القيام بالواجبات بأسلوب يرغبه ويحببه في فعلها.
—–
قناتنا على التليغرام 👇🏻
https://t.me/jamaheer
وعلى الوتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029VaAVqfEFcowBwh1Xso0t.
#صحيفة_الجماهير