حرير يا غزل البنات: حلويات حلب التراثية تتألق في رمضان

الجماهير || عتاب ضويحي..

“حرير يا غزل البنات حرير، حرير شعرها طويل، ياما غزلوك بالليالي يا غزل البنات”. بهذه الكلمات بدأ الحاج علاء الدين دليل حديثه مع “الجماهير” عندما سُئل عن حلويات غزل البنات التي تشتهر بها مدينة حلب، خاصّة في شهر رمضان المبارك. حيث ورث العم علاء الدين المهنة عن والده وإخوته، وقد أمضى أكثر من 50 عامًا في هذا المجال.

يؤكد العم دليل أن غزل البنات أصلها من حلب، ورغم وجود أصناف مشابهة في باقي المحافظات، إلا أن غزل البنات في حلب تتميز بطعمها وحشواتها الفريدة، مما يجعلها مطلوبة في دول الخليج وتركيا وأوروبا.

مراحل تصنيع غزل البنات

أوضح العم علاء الدين أن مراحل تصنيع غزل البنات تمر بثلاث خطوات رئيسية:

1. مرحلة إعداد الماء والسكر: يتم مزج مقادير معينة من الماء والسكر وغليها على النار، مع إضافة مكونات أخرى.

2. مرحلة التبريد: تليها عملية التبريد اللازمة.

3. مرحلة الكت: حيث يتم دعك المزيج وتحويله إلى كتلة طرية قابلة للتشكيل.

بعد ذلك، يتم فرد كمية كبيرة من الطحين على طاولة العمل، ويبدأ الصناع مع “المعلم” بعملية الغزل، حيث تُحوّل الكتلة إلى شعر أبيض ناعم يشبه شعر البنات، ومن هنا جاءت التسمية. يتم تقطيع الغزل وحشوه بالمكسرات، وخاصة الفستق الحلبي، أو بحشوات سادة أخرى، مثل الشوكولاتة أو البوظة.

لفت العم علاء الدين إلى فرق الأسعار مقارنة بالعام الفائت، مع انخفاض سعر الفستق الحلبي؛ إذ يتراوح سعر غزل البنات بالفستق بين 150 إلى 200 ألف ليرة، بينما تتراوح أسعار باقي الحشوات بين 50 إلى 100 ألف ليرة. وتباع إما بالقطعة أو بالكيلوغرام حسب رغبة الزبون. بشكل عام، تعتبر الحلويات العربية بما في ذلك غزل البنات ذات أسعار مرتفعة نظرًا لتكاليفها العالية من المكسرات والسمن الحيواني.

تراث الأجداد بيد الأحفاد

يعتبر العم دليل أن حلويات غزل البنات تُعدّ تراثًا حلبيًا أصيلًا لا يمكن فصله عن الهوية الثقافية للمدينة، وهي أمانة تركها الأجداد للأحفاد للحفاظ عليها. فقد كان الأجداد يقضون الليالي في تحميص الطحين والمكسرات، سواء في فرن حجري أو بحلل خاصة، ليستمتع المستهلكون بطعم مميز وبصمة تراثية تميز مدينة حلب كهوية لها.

هذا ما يؤكده الباحث حسان خوجة، الذي يعتبر غزل البنات حلوى حلبية بامتياز. مبينًا أن فكرتها صينية، ولكنها تغيرت عند وصولها إلى حلب، حيث تم تطوير خطوات التصنيع إلى خيوط سكرية ناعمة ورقيقة تذوب في الفم، مع تخصيص حشوات خاصة لها.

وعن تخصيص بيعها في رمضان، أوضح خوجة أن السبب يعود إلى المخاوف الاقتصادية من كساد الإنتاج، حيث يزداد الطلب على الحلويات في الشهر الفضيل، على الرغم من وجود طرق لتحفظ غزل البنات من الرطوبة، مما يجعلها متاحة أحيانًا خارج موسم رمضان.

#صحيفة_الجماهير

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار