الجماهير || عتاب ضويحي..
في تظاهرة فنية من نوع فريد، اجتمع 50 فناناً تشكيلياً من أجيال مختلفة، يجمعهم أساس واحد هو الإبداع في أروع صوره، وتجسيد الواقع والخيال في أعمال فنية تتفاعل فيها الموهبة مع ريشة الفنانين لإنجاز لوحات تحررت من الإطارات الجاهزة.
وقد عُرض ما يقارب 200 عمل فني من مختلف المدارس التشكيلية، إلى جانب الأعمال النحتية، التي حملت رؤى أصحابها وقدمت مواضيع متنوعّة ضمن معرض “اللوحة الصغيرة”، الذي نظمته مديرية ثقافة حلب بالتعاون مع صالة الخانجي للفنون الجميلة.
وأكد الفنان التشكيلي محسن الخانجي أن معرض “اللوحة الصغيرة” يعتبر انطلاقة جديدة لمعارض تحمل تطلعات وبدايات تعبر عن الفن التشكيلي كما ينبغي أن يكون، مشدداً على ضرورة التمازج بين الأجيال في الأفكار والأساليب. ومن هنا جاءت فكرة جمع جيلين في المعرض.
ويحرص الفنان خلدون الأحمد على تقديم الحرف العربي ضمن رؤية تشكيلية خاصة به، ويعمل جاهداً على تطوير حركة إيقاع الحرف تشكيلياً ضمن عمل زيتي، كما ذكر. وقدّم أربعة أعمال فنية عن الحرف العربي، مبرزاً جمالياته ضمن مقامات روحية لها علاقة بتشكيل وتموضع جمال اللغة في العمل الزيتي.
ولأن التراث والقديم يستحوذان على اهتمامها، شاركت الفنانة التشكيلية هوري سىلوكتيان بأربع لوحات تناولت فيها حارات حلب القديمة، مستخدمة الألوان الزيتية واختيار الألوان الترابية؛ لأنها تعبر عن الحنين للماضي، مع استخدام اللون الأبيض كرمز للتفاؤل.
وشارك الفنان التشكيلي والخطاط أحمد قاسم بأعمال خطية حروفية جمعت بين الخط والتشكيل، حيث تجلت فيها جمالية الخطوط العربية (الثلث، الفارسي، الديواني)، محاولاً كما أوضح تقديم الحرف العربي بروح جديدة.
ومن خلال عمل فني بالأسود والأبيض، شاركت الفنانة ميمونة ديب لتؤكد أن الحب هو الأساس في كل مناحي الحياة، وعليه تُبنى الأوطان الناجحة، فكلما كان الحب صادقاً كانت النتائج المرجوة تصب في مكانها الصحيح.
بين التجريدي والتعبيري، تنوعت أعمال الفنانة التشكيلية حياة الرومو، التي ترمز لحالات متعددة منها حالة الحزن التي يمكن التغلب عليها من خلال انطباع اللون وتأثيره على الإنسان، حيث تخرج من اللون الأزرق إلى باقي الألوان. وفي التعبيري، رمزت لعنصر الأنثى بالآمال والتطلعات القادمة. وأوضحت الرومو أن اللوحة بحجم صغير تعتبر تجربة مميزة تؤكد حرفية الفنان في استغلال المساحات، شأنها شأن المساحات الكبيرة.
يستمر المعرض حتى نهاية الشهر الجاري، وتبدأ أوقات الزيارة في صالة الخانجي من الساعة 11 صباحاً حتى الثانية عصراً، ومن السادسة حتى الثامنة مساءً.
#صحيفة_الجماهير