مستفيدا من عمل والده في مجال إدارة المطاعم والمنشآت السياحية ، أنشأ الطفل كرم صقال بالرغم من صغر سنه الذي لايتجاوز الثالثة عشر بمساعدة والده عمله الخاص الذي يقوم على تذوق الأطعمة، إذ يقوم عبر صفحتة الخاصة ( الأكيلة ) بالترويج لعدد من المطاعم دون أي مقابل مادي من خلال زيارة هذه المطاعم وطلب بعض الأطعمة والوجبات الجاهزة التي يتميز بها كل مطعم، ويبدأ بتذوقها بشكل شهي ومن ثم يعرف جمهوره من الأطفال بالمطعم ، ومكانه والكمية، والسعر، وينصحهم بالذهاب إلى المطعم لتجربة أصناف الطعام اللذيذة التي تذوقها ، وبذلك أصبح أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي كأصغر” يوتيوبر ” يعمل في مهنة تذوق الأطعمة إذ بلغ عدد متابعيه حتى يومنا هذا مليوناً و٤٠٠ ألف متابع..
وفي حديث مع الجماهير أوضح كرم صقال بأنه يحب تذوق الأطعمة منذ أن كان صغيرا، وشيئا فشيئا أعجبته الفكرة ، فاتخذ قراراً بأن تكون مهنة المستقبل وساعده والده في ذلك، فألحقه بدورة ريادة أعمال تدرب الأطفال على تأسيس مشروعهم الخاص ، فقدم كرم مشروع تذوق الأطعمة، وحصل على المرتبة الرابعة من بين ٦٠ مشروعا تم تقديمه من قبل الأطفال، وبهذا كانت البداية لينطلق لتحقيق المشروع ،فأنشأ موقع على” الفيس بوك ” وأطلق عليه” اسم الأكيلة” ومنذ عام بدأ يزور مع والده مطاعم الوجبات الجاهزة في مدينة حلب ويتذوق لهم الطعام ويلتقط الصور حين تذوق أصناف الأطعمة، إضافة إلى صنع الفيديوهات لها ومن ثم ينشرها على صفحته الخاصة، ونال عمله هذا استحسان جميع متابعيه، وخاصة العائلات التي تجد صعوبة في إقناع أطفالهم على الأكل، وأصحاب المطاعم حتى أن بعض المطاعم ترسل له الدعوات لزيارتها وتجربة الأطعمة التي يقدمونها ، وبذلك أصبح أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي والشارع الحلبي كمتذوق للأطعمة .
كرم لديه العديد من المعايير التي يرتكز إليها في الحكم على جودة كل من الطعام والمطعم قال عن ذلك : لدي الكثير من المعايير أضعها أمامي عند دخول أي مطعم للحكم على جودة الطعام والمطعم ألا وهي
– السعر: هل هو مناسب مقارنة مع كمية الوجبة الغذائية التي تقدم ،وأسلوب تقديم الطعام هل هو جيد ، طريقة ترحيب الموظف بالزبون أهتم بها كثيرا، ونكهة الطعام هل هي لذيذة إلى درجة تجعلني أعيد الطلب مرة ثانية ،فضلاً عن نظافة المطعم ، مبينا بأنه يزور مع والده مايقارب ال٦ مطاعم في الأسبوع ،ومن أكثر المطاعم التي يفضل تناول الطعام فيها وتحقق معاييره، وأن الأطعمة التي تذوقها وأبدى رأيه فيها والنصائح حولها تتنوع مابين( الشاورما ، الدجاج البروستد ، والبيتزا بأنواعها المختلفة، المثلجات، الفول، والكاتو، السجق ).
كرم ..مايثيرك فيه اجتهاده وحبه للعمل والدراسة، كان طيلة الحديث يتكلم بثقة وطموح لاحدود له ، ومع أن لديه مشروعه الخاص ويقضي بعضا من وقته في الإجابة على تعليقات المتابعين لصفحته إلا أنه لم يجعل هذا العمل يؤثر على دراسته فهو من المتفوقين في الدراسة كما أنه التحق بدورة / lCDL/ وحصل عليها، وحاليا يتدرب على تصميم برامج الألعاب الإلكترونية ، كما أنه سينضم لاحقا إلى دورات في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية ، وهو يحلم بأن يصبح أشهر “يوتيوبر “في العالم الأزرق، وعن ذلك ختم الحديث وقال : أنا أرى نفسي بعد عام من كبار صناع المحتوى في سورية فأنا لن أتوقف عند تذوق الأطعمة في مطاعم الوجبات الجاهزة بل سأعمل على زيارة المطاعم السياحية في أحياء حلب القديمة وتذوق أطعمة المطبخ الحلبي ، كما أفكر في زيارة الأماكن الأثرية في مدينة حلب والحديث عنها ، إضافة إلى أني سأتابع دراستي إلى أن أصبح مهندس معلوماتية ، كما أفكر في تجربة وتذوق الأطعمة التي تباع على العربات ، حلمي بدأ خطوته الأولى بمساندة ومساعدة والدي الذي يشجعني دائما ويوجهني بأن أكون مؤثرا في الآخرين وقدوة لأقراني من الأطفال، وها أنا اليوم أحققه وأدين بالفضل لوالدي على ذلك ، وأقول له سأكون عند ثقتك بي وسأنجح وأتفوق.