حلب – حسن العجيلي
فساد .. مصطلح فضفاض نسمعه كل فترة وغالباً مترافقاً مع مصطلح مكافحة ليشكلا معاً مصطلحاً مركباً هو مكافحة الفساد، وقد نسمعه بصيغة أخرى هو الإشارة إلى مكامن الفساد أو الأشخاص الفاسدين أو مسببي الفساد.
والقاسم المشترك لكل المصطلحات أو الأفكار المطروحة أعلاه هو ترافقها مع حملة دعائية وإعلامية تضج بها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الصفحات العامة منها أو الخاصة على الموقع الأزرق ” الفايسبوك ” حيث تنتشر الأخبار انتشار النار في الهشيم وغالباً دون مرجعية أو مصدر رسمي ، والرسمي هنا لا يعني بالضرورة أن يكون حكومي بل عن الجهة سواء المسببة للفساد أو المتضررة منه .
أما المعالجة الحقيقية لأسباب الفساد ودراسة البيئة المسببة هي التي تبقى غائبة في كثير من الحالات خاصة وأنه يتم التعامل مع حالات فردية وبكل حالة على حدى دون الربط بينها لا لجهة الأسباب والعوامل التي دفعت المتهم لتجاوز القانون وذلك إن ثبت فساده وارتكابه مخالفات قانونية، ولا لجهة المعالجات التي تبقى كذلك في إطار فردية الحالة.
الأهم من ذلك هي الإجراءات الوقائية التي يجب اتخاذها من الجهات الوصائية والمسؤولة والتي يجب أن يكون دورها محورياً في حماية المواطنين من ارتكاب أي مخالفة سواء أكانوا موظفين أو مواطنين عاديين وإرشادهم للسبل الصحيحة في التعامل وهذه مسؤولية أجهزة الرقابة ووسائل الإعلام وغيرها من الجهات كل في مجال عملها من خلال الإرشاد والتنبيه إلى الأخطاء والمخالفات دون أن يعطوا لأنفسهم الحق في محاكمة الآخرين ، مع تقبل الطرف الآخر للنقد وللإشارة إلى الأخطاء ليتم تلافيها وعدم الوقوع بها سواء مرة أخرى أو عدم الوقوع بها بشكل مطلق .
ويبقى الجميع شركاء في مكافحة الفساد ولكن الشراكة الأهم في الحد منه ومنع وقوعه وهذه النقطة هي الحلقة المفقودة حتى الآن والتي لا شراكة حقيقية فيها حتى الآن حيث كل جهة تعزف منفردة على وتر مكافحة الفساد، وكلنا يغيب عنا أن نعرّف الفاسد والفساد ولا يغيب عنا الحديث عنه، حتى أنا في نهاية هذه السطور لا أجد تعريفاً للفساد، فمن سيجد تعريفاً جامعاً له؟ بانتظار أن نجد تعريفاً شاملاً نتفق عليه جميعاً حتى لو تضررت مصالحنا يبقى حديثنا بلا جوهر حقيقي، فمن يقوم بتلك المهمة؟ .
قد يعجبك ايضا