الجماهير ـ م. ياسمين درويش
مع نسائم نيسان الندية يعود الربيع ليزهر في المدينة القديمة بحلب … فترافقني رائحة الياسمين العابقة من البيوت القديمة مع كل خطوة أخطوها هناك.
على وقع دقات ساعة باب الفرج يخرج الأطفال من منازلهم راكضين في الأزقة الضيقة متوجهين نحو مدارسهم وقلوبهم تلهج بالحمد والأمل فتمتزج أصوات ضحكاتهم مع هديل الحمائم لندخل عالماً من البراءة لا مثيل له.
في المحلات تمتزج رائحة الغار المنبعثة من الصابون برائحة الربيع, ويرافق الصباحات البهية صوت فيروز وتكتمل الصورة البديعة بتشكيلات سرب الحمام في سمائها الصافية.
أتذكر كيف كانت المدينة القديمة قبل عامين … حزينة كئيبة خاوية من أهلها فتستحيل الذكريات صوتاً يجلدني.
إلا أن صفحة الماضي طويت لتعود الحياة كما كانت, وكل شيء قد انتهى الآن واستحالت الذكريات رماداً بعد أن كانت جمراً يحرق أرواحنا.
أشعر أني لن أنسى تلك الصورة الأليمة … إلا أنها استحالت ذكريات من دخان تستوطن ذاكرتي.
رقم العدد 15649