الجماهير ـ أحمد العلي
من أجمل تلك الأيام ، التي لا تزال عالقة في الذاكرة ، استعدادات الأسر في الحي ضمن المدينة ، أو في الضيعة على صعيد الريف . لاستقبال شهر رمضان ، شهر البر والتقوى والإحسان .
حيث يجري التحضير له ، منذ الثلث الأخير من شهر شعبان ، ومن بين تلك العادات الفريدة والحميدة على المستوى الاجتماعي الأليف ، اجتماع النسوة وخاصة البنات في السهرة بشكل يومي ودوري ، في واحد من البيوت وبالتتابع ، من أجل صناعة الشعيرية بشكلها التقليدي والطبيعي ، ومن طحين القمح الممون ، وتستمر وليمة /فتل /الشعيرية للأول من رمضان ، وتتحول السهرة اليومية إلى مدارات الحديث عن الخطبة والزواج وأحوال المواسم وتبادل الأخبار ، وتترافق على الغالب بالأهازيج والأغاني التراثية والشعبية ، وبنهاية كل ليلة من الليالي تقدم للمشاركات في فتل الشعيرية ، ما تيسر من الحلوى وأغلبها تكون الهريسة /النمورة /أو المشبك …
بينما يقوم أرباب الأسر الميسورة والمستورة بجلب حاجيات رمضان وبخاصة التمور والتين المجفف والزبيب والمربيات والكعك وبعض أنواع المكسرات ، وبقية الحاجيات تكون ممونة ، كالسمن العربي واللحوم والبرغل والرز وغيره .
ومع وداع شعبان يستقبل الناس رمضان وهم بحالة فرح وبهجة روحانية ، سمتها البارزة التراحم والمحبة والألفة والإحساس بفضل رمضان على المستوى الاجتماعي حيث يتساوى الغني مع الفقير عبر التواصل الانساني وتقديم المساعدات للمحتاجين ، ويشعر المرء بدفء العلاقات وتواددها وتراحمها ، وكأن المجتمع تحول إلى أسرة واحدة ، والأسرة إلى مجتمع متحاب ، تسوده الطمأنينة والوئام ، فأهلاً رمضان .
رقم العدد 15675
قد يعجبك ايضا