الجماهير /عتاب ضويحي
أن تنجح شيء مهم ولكن أن تتميز هذا هو الأهم ، محمد مصطفى شرفو الطالب في كلية الهندسة الميكانيكية مواليد حلب لعام 1996 قدم عملا إبداعيا شمل الاختراع والابتكار بعملية وأسلوب جمالي ذا قيمة تحقق وتعكس ما يمكن أن يخدم المجتمع ..الكرسي الذكي الأول على مستوى العالم كان فكرة مشروعه لنيل الإجازة في الهندسة الميكانيكية والتي تمت مناقشتها في ال19 من الشهر الجاري
“الجماهير” التقت بالطالب المهندس شرفو :
بداية من أين تأتي فكرة المشروع؟
يقول شرفو لم يكن المشروع وليد الصدفة بل كان نتيجة لمعاناة صديقي العسكري الذي أصيب بالشلل الرباعي بعد أن أصيب في معركة تحرير حلب نتيجة شظية من قذائف الإرهاب ؛ معاناته في الحركة والصعوبة في خدمة نفسه دفعتني لتصميم الكرسي الذكي .
وهو مطور و موجه بشكل خاص لأصحاب الشلل الرباعي ويصلح لأصحاب شلل الأطراف السفلية أيضا و يدمج مع سرير على شكل حرف/ U/يتألف من جزء ثابت وهو السرير وجزء متحرك وهو الكرسي المتنقل ويميزه ثلاثة أجهزة في واحد ، كرسي وسرير ورافعة إضافة لنظام التحكم الخاص به والذي يتناسب مع كل حالة مرضية ومنها تطبيق خاص على جهاز الخليوي للمريض يستطيع من خلاله التحرك بسهولة وفصل الكرسي عن السرير .
و فيما يتعلق بالمواد الخام والكلام لشرفو متوفرة في السوق المحلي حتى المحركات موجودة إضافة لتوفر البديل في حال تعذر الحصول على القطع الرئيسية أما بالنسبة للتصنيع بعد الدراسة النظرية وإجراء المحاكاة للمحركات والأحمال على البرامج الخاصة والتأكد من تحقيق المواصفات القياسية والعالمية بإشراف اساتذتي الجامعيين المشرفين على المشروع بدأت بتنفيذ المشروع بدعم من جمعية يد بيد الخيرية التي تبنت الفكرة وأبصرت النور من خلال تقديم الدعم المادي وتنفيذ المشروع في المصنع الخاص بالجمعية .
ويقول شرفو : الكرسي في بدايته مجرد مشروع أكاديمي لكنه قابل للتطوير وطرحه في السوق المحلية فمن الممكن إضافة عنصر التهوية عليه من خلال النسيج الثلاثي الأبعاد الذي يسمح بتركيب تكييف للكرسي يساعد على تهوية جسم المريض والحيلولة دون إصابته بالإنتانات و ممكن وضح حساسات ضمن السرير لقياس نبض وضغط ودرجة حرارة المريض إضافة إلى ربط الكرسي بالأجهزة الذكية لتسهيل حركة المريض من خلال تصميم تطبيق خاص بمساعدة صديق لي في كلية الهندسة الكهربائية.
و يؤكد شرفو أهمية دعم مشاريع التخرج لطلاب الجامعات لأن هناك الكثير من المشاريع الهادفة والتي تخدم المجتمع ويتوجه إلى الجهات الحكومية والخاصة لدعم الاختراعات والمشاريع وتبنيها فإذا ما أحدثت ورشات صغيرة تدعم المشاريع وتروجها في السوق المحلية ممكن أيضا تصديرها للخارج
ولا يقف الأمر عنده على الكرسي بل هناك الكثير من المشاريع القابلة للتطبيق مثل إمكانية تصميم كرسي لذوي الاحتياجات الخاصة يصعد الدرج خاصة وأن المواد الأولية متوفرة إلى جانب تصنيع المعينات الحركية محليا دون الحاجة لاستيرادها من الخارج .
ويتوجه بالشكر الجزيل للدكتور خير الدين طرشة كردي والدكتور مهند طرشة كردي على دعمهما له ومساندتهما القيمة إضافة لجمعية يد بيد الخيرية التي تبنت الفكرة وأبصرت النور على يدها .
بقي أن نقول :
جميل جدا أن يكون توجه شبابنا المخترعين بتلك القوة والأجمل أن يجدوا الفرصة التي توظف ما يخترعونه ومن يأخذ بيدهم لتبصر اختراعاتهم النور.
رقم العدد ١٥٧٤٦