” الجبول ” 2/3 .. تجمع كبير للطيور المهاجرة والمقيمة .. مشاريع زراعية وأخرى صناعية للنهوض بها والحفاظ عليها

الجماهير – حسن العجيلي
تواصل ” الجماهير ” تسليط الضوء على خطط وبرامج المؤسسات والمديريات المشاركة في ورشة العمل التي عقدت في محافظة حلب بعنوان ( الجبول أحد أهم المناطق المهمة للطيور في سورية ن نحو التنمية المستدامة وإعادة التأهيل الطبيعي وأوجه التنشيط الاقتصادي والاجتماعي لمنطقة الجبول)” .
في ورقة عملها تؤكد مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي بحلب بأن منطقة الجبول تتميز بعراقة ثقافية فريدة في طبيعة الأراضي ، ومن أهم السمات المميزة العمارة التقليدية المحلية ” للبيوت الطينية” أو ما يعرف ببيوت ‘خلية النحل’. وتعكس هذه البيوت تماما موارد واحتياجات هذه البيئة القاسية .
مناطق متنوعة زراعياً
ويشير ممثل مديرية الزراعية المهندس رضوان حريصون إلى أن الجبول تقسم إلى عدة مناطق من حيث الرؤية الزراعية وهي :
المنطقة المروية (1) تعد هذه الأتربة ملائمة للزراعة المروية، وتصلح لزراعة معظم المحاصيل وبعض الأشجار غير المثمرة .
المنطقة المروية (2) يعيش فيها حوالي ثلثي السكان القاطنون حول السبخة ، ويعيش السكان من تربية الأغنام ومصادرا لدخل الخارجية (العمالة).
منطقة الزراعة المطرية الجافة والبادية (1) وهي الأراضي الطبيعية المحيطة بالشواطئ الجنوبية والشرقية و تضم عددا قليلاً من القرى ويقطنها عدد قليل من السكان ، ويصلح هذا النوع من التربة عادة لزراعة الشعير البعلي والزراعات الرعوية، وهو ما تعتمد عليه المجتمعات المحلية في رزقها.
منطقة الزراعة المطرية الجافة والبادية (2) بدأ السكان المحليون مؤخراً بالقيام ببعض الاستثمارات الجديدة كتربية الأغنام وزراعة الكمون والبقوليات.

منطقة جمع الملح (1) يعد جمع الملح من الأنشطة القديمة جدا إذ مارستها المجتمعات التي قطنت جوار البحيرة ، في الماضي كان انتاج الملح يدر أرباحا كثيرة على الحكومة بالإضافة إلى توليد مصدر رزق لأسر جامعي الملح.
منطقة جمع الملح (2) في عام 2000 تم حظر جمع الملح بسبب مشاكل التلوث، وبقي حق الجمع محصورا بشكل غير قانوني بملاحة حكومية موجودة في قرية الجبول ، على الرغم من ذلك بقي جمع الملح يشكل نحو 25 ـ40% من دخل سكان المنطقة في الجنوب الغربي للبحيرة الرئيسية (مروراً من قرية حقلة وحتى قرية رسم النفل).
مشاكل تواجه السكان زراعياً
وتتجلى المشاكل التي تواجه مصادر الدخل وفقاً لرأي السكان المحليين كالتالي : في المنطقة المروية : غلاء المواد الزراعية ، وفي المنطقة البعلية : الحاجة الى أراضي رعوية ، وفي منطقة البادية : عدم كفاية الأرض الرعوية ـ الحاجة للعمل خارج القرية ـ تعطل أبار البادية ، وبما يخص العمالة و تجارة الملح : جمع ملح بطرق غير نظامية ـ زراعة بعلية غير كافية .
مشاريع تحريج ومحميات رعوية
وعن المقترحات الزراعية للمنطقة فيلخصها المهندس رضوان حريصون بإقامة مشروع للتحريج في الجهة الشمالية و الغربية من السبخة تتضمن أشجار حراجية متحملة للملوحة مثل ( النخيل بأنواعه ، الخرنوب ، التين, سكسا اول . الطرفاء ) ، وإقامة محميات رعوية تتضمن نباتات متحملة للملوحة في الجهة الشرقية مثل ( القطف الملحي ، الرغل الأمريكي ، الرغل السوري ، الرغل الاسترالي ، الروثا ) ، وإقامة مصانع تؤمن فرص عمل للسكان المحليين ، والتواصل مع المنظمات الدولية لتقديم المساعدات للسكان المحليين (كالبذار والأسمدة والأغنام والدجاج وشبكات الري ) وتأهيل الآبار المتضررة والعمل على استخدام الطاقة البديلة لتشغيل المضخات ، وتوعية المزارعين و المنتفعين من أراضي أملاك الدولة في قرية الجبول بضرورة العودة لاستثمار أراضي انتفاعهم تحت طائلة حرمانهم في حال عدم الاستثمار بموجب قوانين و أنظمة أملاك الدولة ، والعمل على نقل أراضي أملاك الدولة الواقعة ضمن المخطط التنظيمي لمجلس بلدية الجبول عملاً بأحكام القانون رقم /273/ لعام 1956 بالتنسيق مع مجلس بلدية الجبول .
تجمعات كبيرة لطائر الفلامنغو
في ورقة العمل بعنوان حالة الطيور المهاجرة والمقيمة في الجبول يقول المهندس جورج داوود من الجمعية السورية لحماية الحياة البرية بأنه تمت دراسة سبخة الجبول بالتعاون بين الجمعية السورية لحماية الحياة البرية والوكالة السويسرية للتنمية من كانون الثاني 2008 حتى أذار 2009 بمعدل زيارة لعدة أيام كل شهر، وتم تسجيل 99 نوع من الطيور .
مضيفاً بأنه كان للدراسة مخرجات هامة منها :

– تجمعات كبيرة من طيور الفلامينغو (12920) كانون الأول 2008
– Sociable Lapwing (CR)
– تم تسجيل White-headed Duck (EN) 1100 ك2 /2009
– Lesser White-fronted Goose(NT)
– Ferruginous Duck (NT)
إقامة منشآت صناعية لاستثمار الملح
أما مديرية الصناعة فترى من خلال ورقة العمل التي قدمها المهندس دولفان خورشيد : إنه وبعد الاطلاع على الواقع الزراعي والاجتماعي والاقتصادي في منطقة الجبول ترى مديرية الصناعة بأنه من خلال السماح بإقامة منشآت صناعية لإستثمار الملح الناتج من بحيرة الجبول وذلك عن طريق التكرير والتنقية و إضافة اليود وبالإضافة الى إقامة منشآت صناعية تعتمد على المنتجات الزراعية كمنشآت حفظ وتعليب الخضار (الكونسروة ) ومنشآت صناعة الالبان والأجبان ومنشآت غربلة وجرش وتعبئة الحبوب وذلك ضمن الاشتراطات البيئية التي تضمن الحفاظ على مكونات التنوع الحيوي فيها ، كون هذه المنشآت ستساهم بتأمين فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لسكان المنطقة وبما ينعكس على العملية التنموية وتحقيق التنمية المستدامة في هذه المنطقة .
رقم العدد ١٥٧٦٦

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار