صناعة الفخار حرفة تتوارثها الأجيال رغم هيمنة البلاستيك والزجاج

الجماهير ـ مصطفى رستم
“لا أعمل بصناعة الفخار، وحسب بل أعشق هذه المهنة وأسعى على الدوام لتطويرها، ولو أني لا أحب هذه الصنعة وعملي لما حافظت عليه، واستمريت به رغم أنه عمل مرهق” بهذه الكلمات عبر “بكري كركوش” عن سر تميزه واستمرار ه بحرفته رغم تطور العصر وعزوف الناس عن شراء الآدوات المصنوعة من الفخار إلا القليل.
ينحدر الحرفي كركوش من عائلة تعد أقدم عائلة تصنع الفخار بمدينة حلب وظلت تعمل بهذه المهنة وتتوارثها عبر الأجيال “أجدادي كان لديهم فاخورة بين كلس والمشارقة متوارثة عن 300 عاماً نتوارثها وابن تعلم الحرفة رغم انها متعبة لكن يجب ان نحافظ عليها ” يردف قائلاً:
ولكن يتلاشى التعب بعد كل عمل أنجزه، الانسان المبدع يجب ان يطور عمله، وأنا أطور عملي أولا بالنوعية الجيدة بالمقام الأول نقاوة الطينة مع الشوي وجودة العمل والموديلات الجديدة والافكار الجديدة”.
” اليوم انا أعمل بورشة صغيرة لكن قبل الحرب كان لدي معمل بمنطقة (الشيخ سعيد) وهو واسع يعد الأول على مستوى سورية كنت أصنع أنا وأخوتي شحنات كبيرة وتصل لألمانيا واليونان والسعودية وانكلترا ولكن حالياً مدمر”.
يلحظ “كركوش” عودة الناس للحياة الطبيعية، فالإقبال على اقتناء الفخار هذا العام عادت كما كانت بعد تعافي المدينة من الحرب، وأخذ المتسوقون يطالبونني بأوان منزلية ولم يكتفوا بالفخار كديكور، أو زينة، يضيف: “لم اتوقف عن العمل حتى خلال الحرب، لأن الفخار بالنسبة لي ليس مجرد عمل بل فن أقدم فيه كل اللمسات والأفكار على الصلصال”.

يشرح صانع الفخار الحلبي “أبو علي” أسلوب ومراحل عمل صناعة الفخار “نأتي بالبداية بالتراب ويجب أن يكون (ناعم) وهو خاص بالصلصال وله نوعية معينة نفس نوع السيراميك نقوم بتنقيته من الشوائب وعن طريق الماء يدخل مرحلة التخمير ويعجن ب (العجانه) وبعدها يوضع الصلصال على العمل ويُشغل الدولاب ونأتي بعدها لمرحلة تشكيل القطعة والزخرفة والرسم على القطعة وبعدها نقوم بتجفيفه إلى أن تختفي الرطوبة”.
مرحلة الفرن هي أخر المراحل حيث يقول “أبو علي كركوش” في هذه المرحلة ” تدخل القطعة للفرن لدرجة 800 في حال كانت القطعة عملها عادي أي (سادة) دون إضافة مواد لها أما في حال كان يدخل له مادة (الكليز) يجب ان تكون درجة الحرارة 1050والكليز مخلوط بالرمل وبعدها يتحول نافع للاستعمال المنزلي والمطاعم وصحي للاستخدام” ويوضح صانع الفخار أن الألوان بالفخار المختلفة بين كل قطعة وقطعة تعود إذا كانت القطع ساده دون دهان يتغير اللون مع شواء القطعة في الفرن.
تفاؤل مجبول بصلصال الحرفي أبو علي بأن مهنته لن تزول وستسمر فهو كما ورثها عن والده وأجداده سيورثها للأبناء والأحفاد لتستمر الحرفة بالتوهج والتألق مهما اتجه الناس في عصر السرعة والتكنولوجيا إلى البلاستيك والزجاج فإن الفخار هو الأكثر فائدة للصحة وهو الأصل لأنه من الطبيعة.
رقم العدد ١٥٧٧٩

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار