متابعة .. وفاء شربتجي
من قباب سوقه المتناغمة التي بنيت عام ألفين ميلادي كي تكمل دور الظل المنساب على أرضية حجارته البازلتية السوداء المباركة ..
وابوابه الخشبية التي تحاكي جيرانها والتي لبست ذات الحلة الخشبية الجميلة .. كذلك عام الفين ميلادي ..
يطل علينا هذا السوق الموغل في القدم بوجه طفل صغير فرحا لعودة اصحابه إليه بالتدريج ..
ومن خلال جلسة لشربهم الشاي اوسعت لنفسي مكان كي نتبادل الحكايا والذكريات .. بعد دعوتهم لي ..
سألت علي معاز واخيه محمد .. مستوضحة عن طبيعة عمل هذا السوق اجاب ..
هو سوق يضم %90 من مهنة الاقمشة الوطنية والألبسة الداخلية التي صنعت في حلب من قطنها الجيد ..
إضافة إلى محل واحد فقط لبيع المطاط لأهمية حاجة الزبائن لتلك المهنة..
تابع قائلا .. انا تاجر اقمشة منذ عام ١٩٨٧ .. ووالدي قبلي عنده معمل للاقمشة الوطنية ..
كان جدي يعمل ذات المهنة لكن الاقمشة قديما كانت على النول العربي بعد ذلك .. جاءت الماكينات الحديثة..
قبل الحرب كنا كاسرة واحدة كما رايتنا الآن ..ننظف محالنا وسوقنا ثم نجلس لنتناول فنجانا من الشاي مع بعضنا ..
على الرغم من أن هذا السوق يضم ذات المهنة اي بيع الافمشة .. لكن الرزق على الله .. ولا تضيق عيننا على بعضنا ابدا ..
على العكس تماما .. كنت أبعث بعض من زبائني لعند جاري إن لم يحالفه الحظ بالبيع .. على كلمة .. شوفي عند جاري عنده تشكيلة اوسع .. وكان الرزق نهر جار..
ثم حلت علينا الحرب اللعينة وتركنا محلاتنا لكنا لم نترك البلد..
فقد عملت بمهنتي ما بين دمشق واللاذقية.. اشتري خيط البوليستر والقطن .. ثم يأتي دور الماكينات التي بدورها تنسج القماش بعد أن يتم طبعه بواسطة ماكينة على الكومبيوتر .. ثم يتم الصبغ بالمصبغة ثم يجفف ويرسل على الورش .. منه ما يباع بشكل قماش سادة أو مطبوع .. ومنهم من يأتي ليشتري بالجملة ليرسله للتفصيل .. وتكون القطعة جاهزة من صنع حلب .
البعض منا نقل ماكيناته على بعض الأماكن الآمنة وبذلك تابع عمله .. والبعض الآخر تضرر .. لكن بقينا كإخوة يساند بعضنا البعض ..
وها نحن اليوم عدنا لمحلاتنا لكن أملنا الكبير أن تعود الكهرباء لهذا السوق ..
عمر صباغ ..
تاجر أقمشة منذ عام 1983 حين استلم المحل من والده وعلم الصنعة تلك لأولاده ..
يقول بدوره ..حلب ترابها دهب .. أحبُّ أن أمشي حافٍ في هذا السوق ..أشعر بأنه مبارك .. والحمد لله لا يوجد للحسد مكان بيننا .. نحن أخوة بالفرح والحزن ..عملت بمكان آخر ولم أغادر حلب ..وتلك المهنة هي مهنة أجدادي ..
ويختم حديثة فرحاً بترميم جامع الكميني .. ترميماً كاملاً بمساعي وجهود تجار سوق المدينة القديمة .. كما يأمل بترميم (خان الخيش) المتآذي كاملاً .
محمد عارف حمصي
مهنتي صناعي أعمل بمعمل ( سكولير ) ..أي نسيج دائري .. قطن من شركة القطاع العام شركة الغزل والنسيج .. خيطي المفضل هو القطن كما أسلفت ..وبعدها أقوم بصبغه ..ثم أرسله للورش من أجل التصنيع .. ومنه من يبقى خام بلونه .. فأقوم بتصنيع الملابس الداخلية البيضاء ..يعني الخيط الذي آخذه من جاري .. ( أحمد ومحمد معاز) مثلاً .. أقوم بتصنيعه وبيعه ضمن سورية..
كان الشغل ممتاز .. وبقيت فترة الحرب بعملي في منطقة ( المعادي ) التي تعد نوعاً ما آمنة..
هي حلب نبض الإلفة والتآخي ..فسيفساء من نسيج وطن واحد .. عابر للطوائف والإثنيات
رقم العدد 15796