الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية … خدمة التدريب المهني لتلبية الحاجات المجتمعية وتوفير سبل العيش .. توظيف طاقات جيل الشباب بالاتجاه الإيجابي

الجماهير / وسام العلاش
تتبنى الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية من خلال مبادراتها ( حالات خاصة ) من أبناء المجتمع يمكن أن نصادفهم ضمن حياتنا العملية حيث تتوجه بمبادراتها ونشاطاتها الى ذوي الاحتياجات الخاصة والأحداث والعائلات المتفرقة والنساء .
مديرة الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية ( ميرنا حايك ) توضح ” للجماهير ” بأن رؤية الجمعية تتبع لتطلعات البلد بما يعود عليه بالتقدم والنفع وتؤكد على استمرارية التعاون والتنسيق بين كافة الجهات المعنية لتعزيز خدمة المجتمع من خلال التدريب المهني وتضيف بأنه أصبح لدى الجمعية أرضية ( معلومات ) مجتمعية نستطيع من خلالها تلبية الحاجات المجتمعية وخاصة جيل الشباب وتوفير أجواء مرضية للناس للعودة الى مواقعهم من خلال عودتهم الى مجتمعهم من خلال دورات التدريب المهنية وتأهيل سبل العيش التي هي من الأولويات إضافة لتدريب وتوظيف طاقات الشباب بالاتجاه الإيجابي .
وتضيف حايك : ان نشاطات الجمعية منتشرة بكافة المحافظات تم تأسيسها في ( 2009 ) ولديها في حلب ( 6 ) مساحات ( مناطق ) إضافة الى ( 6 ) مراكز و ( 13 ) فريق منتشرين في أنحاء المدينة و ( 24 ) موقعاً موزع بين الريف والمدينة .
مشاريع ومبادرات تنموية :
الهدف من مشاريع الجمعية هو القضاء على البطالة التي يعاني منها جزء كبير من شرائح المجتمع وخاصة الشباب ، كما أوضح ( موسى عفيصة ) مسؤول قسم الإنتاجية في الجمعية وأضاف : ان هناك عدة مشاريع توزعت بين الريف والمدينة شملت ورشات تدريبية لتعليم الخياطة وصناعة الألبسة إضافة الى مشاريع زراعية والتي استمرت على مدى ( 6 ) سنوات وقد شملت عدة نشاطات تعليمية استهدفت ( 120 ) سيدة بتعليمهم مهارات مختلفة كصناعة ( الاكسسوار ) وفنون الحلاقة والتجميل إضافة الى تعليم مهارة الخياطة وذلك بهدف إتقان المهنة بالنسبة للمتدربين وقدرتهم على دعم عائلاتهم مادياً وتأمين دخل معيشتهم .
وأضاف عفيصة : أن هناك مشاريع اقتصادية ومهنية تشرف عليها الجمعية ومنها مشروع في مركز ( الانصاري ) والذي يضم ورشة لخياطة الألبسة القطنية وأغلب العاملين فيها من المتدربين الذين أشرفت عليهم الجمعية ويؤكد ان آلية الدعم مستمرة لضمان استمرار هذه المبادرات والأنشطة المهنية حيث يتم توفير كافة المستلزمات من معدات ومكنات وآلات خياطة حيث ضمت ( الورش ) أكثر من ( 50 ) عاملاً وعاملة منهم ( 6 ) أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ( 4 ) منهم ما زالوا مستمرين حتى الآن في عملهم ، إضافة الى مشروع استهدف ( حي الشعار والفردوس والاشرفية ) ضم مهنا مختلفة منها ( الخياطة – طورنجي وبخاخ موبيليا ) وأغلب المستفيدين كانوا عاطلين عن العمل وأصحاب مهن لا يملكون دعماً مادياً إضافة الى مشاريع ريفية .

30% من النساء و 20% من ذوي الاحتياجات الخاصة
للريف حصة كبيرة من نشاطات الجمعية حيث أوضح عفيصة في قسم الإنتاجية للجمعية هناك مشاريع لدعم الريف وذلك بتقديم كل ما يحتاجه المزارع لضمان استمرار وتسيير عمله من خلال دعمه بمشاريع صغيرة تضمنت توزيع مواشي حوالي ( 30 ) ربطة و ( 7 ) مشاريع زراعية توزعت في الريف الشرقي في ( دير حافر وحرمة وشربع والشيخ أحمد ) وخلال ( 6 ) أشهر نتج عنها زيادة في عدد المواشي إضافة لاستثمار الأراضي الزراعية .
مجالات التدريب المهني: ذكر مصطفى بشير مشرف على قسم المنح الصغيرة في الجمعية أن عدد المستفيدين من ورش التدريب حوالي (250) مستفيداً تم اختيارهم بعد أن خضعوا لتقييم خبراتهم ومعارفهم ثم تلقوا دورات تدريبية لصقل معارفهم شملت معلومات نظرية وعملية مضيفاً أن الهدف هو نقل المستفيد من هذه البرامج المهنية من حالة الاحتياج إلى الاعتماد على النفس .
وشملت عدة قطاعات وأقساماً تضمنت قسم الخياطة حيث أطلقت ورشات توزعت على كافة المناطق المدينة في جميع المراكز إضافة لقسم ( الحلاقة وفن التجميل) بلغ عدد المستفيدين (45) شخصاً أغلبهم من النساء وقسم ( صناعة الحلويات والمعجنات) ضم حوالي (30) سيدة من ضمن المستفيدين ويتم التواصل معهم لرفدهم بسوق العمل مستقبلاً . وقسم وصيانة الأجهزة الخلوية ويضم فئة الشباب وبلغ عدد المستفيدين (45) شاباً أغلبهم من العاطلين عن العمل .
الدعم بـ(الحقائب المهنية)
يوضح بكري اشرم المسؤول عن التدريب المهني والحقائب المهنية في الجمعية أنه تم انجاز عدة مبادرات شملت مساحات واسعة في الريف والمدينة تضمنت.
-حقيبة الأعمال المهنية التي تضم ( الحدادة والنجارة والصحية وصيانة المكيفات والحلاقة) بلغ عدد المستفيدين من هذه الحقيبة 1100 شخص وذلك بعد اخضاعهم لفحوصات اختبارية وانتقائهم ضمن معايير تضمن أدائهم .
-حقيبة الخياطة : وبلغ عدد المستفيدين حوالي 260 شخصاً حيث توزعت الورشات في أنحاء المراكز 20 مستفيداً .
-مشروع المحلات في منطقة الاشرفية : حيث قامت الجمعية بتأهيل (200) محل تجاري متخصص بأعمال الحدادة والنجارة شملت تركيب واجهات للمحال المتضررة ويضيف الاشرم أن الهدف من هذه المبادرة إعادة الأشخاص لممارسة أعمالهم كما كانوا سابقاً إضافة لتشجيع حوالي 200 عائلة للرجوع إلى أحيائهم بعد عودة الحياة والخدمات إليها .
المشاريع الريفية : ويضيف الاشرم أن هذه المشاريع تقدم الدعم للمزارعين من خلال تدريبهم على أساليب الزراعة الحديثة واستعادة مشاريعهم ونشاطهم الزراعي .
وتضمنت مشروع تربية الدجاج وكيفية العناية به عن طريق دورات تدريبية وتوعوية وبلغ عدد المستفيدين من دعم الدجاج (250) مستفيداً إضافة لتزويدهم بالدجاج مع العلف اللازم لهم حيث خصص (40) دجاجة لكل مستفيد .
ومشروع (وحدات التصنيع المنزلية) بلغ عدد المستفيدين من هذا المشروع (50) شخصاً من خلال تعليمهم أصول واساليب جديدة لتصنيع المؤونة المنزلية ضمن الشروط الصحية المناسبة وتم توفير (200) فرصة عمل لكل مستفيد .
ويضيف مسؤول قسم الحقائب المهنية بالجمعية أنه حالياً بصدد صياغة مشروع آخر في منطقة بلاس وبلاس الحص يتضمن دورات تدريبية (مهنية وزراعية) .

” الجماهير ” التقت بعض الحالات من المتدربين :
( حسين عوض ) والذي يبلغ من عمره العشرين عاماً يعمل في ورشة للخياطة حالته الخاصة جعلته يتميز عن أصدقائه في العمل فهو منذ ولادته مصاب ( بخلع ولادة ). وشاءت الظروف ان ينقطع عن تعليمه وانتقاله للمدينة مع أسرته . لم يكن يملك مهنة أو عملاً كما أوضح لنا وعائلته بحاجة الى معيل لها . وشاءت الظروف وسجل في مهنة ( الخياطة ) وخضع لفترة تدريب ونجح فيها ثم استمر في هذه المهنة من خلال عمله في ورشة خياطة تتبع للجمعية السورية للتنمية الاجتماعية وما زال مستمراً فيها منذ سنتين الى الآن ويضيف حسين ان حياته تغيرت جذرياً عما كانت عليه ( كانت بدون أمل ولا معنى ) كما عبر قائلاً عن واقعه .
أما الآن فهو يستطيع العمل والإنتاج وتأمين مصروف عائلته التي تعتمد عليه في كل شيء أما حالته الاجتماعية أكثر جمالاً حيث أصبح لديه أصدقاء داخل عمله وخارجه وهذا ما أعطاه دافعاً لحب الحياة أكثر والاستمرار في العمل والعطاء .
أما ( رانيا ) فكانت تعمل وراء ( آلة الخياطة ) وابتسامتها لا تفارق وجهها وكلماتها مليئة بالطيبة والتفاؤل فهي تبلغ من العمر 36 عاماً لها حالتها الخاصة أيضاً فهي تستعين ( بعكازات ) عند المشي لإعانتها على التحرك وعندما التقيناها خلال عملها كانت عيونها مليئة بالأمل والتفاؤل والعطاء وتعمل بإتقان وإبداع لأنها تؤمن بأن القادم أجمل .
وتروي حالتها فتقول : ( بسبب الظروف الصعبة التي مرت على عائلتنا وأدت الى وفاة الوالد بقيت وأمي وحدنا لا معيل لنا , فاضطررت أن أنزل لسوق العمل وأبدأ حياة جديدة ) من خلال العمل في ورشة الخياطة في الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية .
أما أحمد فكان من ذوي الاحتياجات الخاصة مهمته ترتيب الثياب ووضعها في الأكياس ( الأمبلاج ) وذلك حسب حالته الخاصة لأنه لا يستطيع الكلام بشكل جيد . يروي صديقه فيقول : ( كان وضعه النفسي في بادئ الأمر صعباً جداً لم يكن يألف أحداً فهو غير معتاد على رؤية الناس والتعامل معهم . أما في الوقت الحالي هو قادر على فهم ما هو مسؤول منه وأصبح أكثر تركيزاً مما قبل لدرجة انه لا ينسى أي شيء إضافة لاندماجه مع أصدقائه في العمل .
رقم العدد 15799

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار