الجماهير- محمود جنيد
تابعتها عن كثب و هي تحاول مراراً وتكرارًا دفع القرص الحديدي إلى أبعد مسافة ممكنة، مستمعة لإرشادات وملاحظات مدربها رشيد شريح الذي أكد له بأنها لن تكتف فقط بالفوز بميدالية وتريد أن تحقق رقمًا جيدًا 20م.
انها الدكتورة شوق علوش ، لم تكن تراني ، فاقدة البصر والكثير من حواسها نتيجة لتعرضها لاعتداء بالاسيد .
الحادثة لم تنل من عزيمتها ورغبتها في تجاوز محنتها ومواصلة حياتها على نور البصيرة وبصمة العطاء و الانجاز في الرياضة التي تمارسها ( القوة البدنية و دفع الكرة و القرص الحديدي/ ألعاب قوى)، بينما يطفو جمال روحها من ثنايا حروق الأسيد الطامسة لمعالم وجهها.
هي إذاً تصارع الحديد وطالما طوعته لتنجز فيه بطولات و ميداليات و أرقام حيث تمتلك إدارة وقوة جبارة كما يؤكد لنا المدرب شريح، فكيف لمحن الحياة و إن قست أن تصرعها وترميها على الهامش في غياهب ظلمة القدر.
البطلة الأنموذج شوق و التي تشارك في بطولة الجمهورية لألعاب القوى لفاقدي البصر( المكفوفين) بينت لنا بأن تصنيفها على مستوى العالم للـ( بارأولمبيك) تبعًا للأرقام التي حققتها هو الخامس عشر و تطمح لتحقيق المزيد من التقدم.
و اللافت في الموضوع أن حاملة شهادة الدكتوراه في التسويق الدولي، تتنافس في مجال القوة البدنية مع الأسوياء وتحقق الحضور و المراكز المتقدمة حيث بينت لنا علوش بأن أفضل رقم للقوة البدنية الأنثوية في وزنها 72 كغ وهو الرقم السوري المسجل كمجموعة هو 285 كغ في حين رفعت هي 315 كغ .
و أفصحت ذات البصيرة “للجماهير” عن رغبتها بالمشاركة في البطولات الخارجية الدولية الخاصة بالمكفوفين على غرار البطولة التي تستضيفها مصر في تشرين الثاني القادم، إلا أن عدم انضمام سورية للاتحاد العالمي لرياضات المكفوفين حرمها من فرصة المشاركة و الفوز المضمون بميدالية ذهبية.
رقم العدد ١٥٨١٢