الجماهير/محمود جنيد
هو عنوان متناقض بشدة، صدامي إلى حد بعيد، لكن في طياته تكمن الحقيقة الواقعية..
منتخبنا يفوز على غوام برباعية نظيفة ، وينتزع صدارة مجموعتنا الأولى مستفيدًا من التعثر المفاجئ لمزاحمنا المنتخب الصيني بالتعادل مع الفلبين في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس آسيا و العالم.
لكنه ورغم ذلك بدا في مواجهة المنافس المغمور ينحت في الصخر، بأدائه العقيم المفتقد للإيقاع و القدرة على الاستحواذ و الإمساك بالزمام، بغياب الضغط العالي على المنافس الجريء الذي هاجمنا وهدد مرمانا بلا وجل في ظل ترهل منظومتنا الدفاعية و أخطائها المتكررة ، وترك لنا المساحات شاغرة دون أن نستفيد منها عبر الشوطين و بالتالي كان بناء الهجمة متلعثمًا و النجاعة الهجومية خجولة و الحلول محدودة ومحددة بحضور الاستثنائي عمر السومة الذي حفظ ماء وجه المنتخب ومدربه بتسجيله هاتريك إنقاذي ومن وضعيات صعبة وبطرائق رائعة.
وكان قبلها السومة قد حمل العبء على كاهله وخلص لنا مباراة جزر المالديف بتسجيله هدفي الفوز الصعب و سبق بهدفين مماثلين ساهما في الفوز على الفلبين 5/2.
في الرابع عشر من شهر تشرين الثاني المقبل سنكون أمام الامتحان الذي قد يكون حاسمًا مع الصين، وفيها سيظهر الوجه الحقيقي لمنتخبنا، وقدرات مدربنا الذي تطاله الانتقادات من الأغلبية رغم تحقيقه نظريًا العلامة الكاملة مع منتخبنا الذي تطلع الله في وجه جماهيره العاشقة عندما أوقعه بأسهل مجموعة ممكنة.
وبعيدًا عن جدلية إن كان فجر الذي يراه البعض محكومًا بجور الجمهور و الأوساط الكروية سيكمل المهمة من عدمه بعد حسم التأهل للنهائيات الآسيوية وبدء الجد في دور الكبار لحجز بطاقة الحلم لنهائيات كأس العالم، نقول بأن المشكلة ليست بفجر وظهر ،وليست رمانة بل قلوب مليانة من خيبات كرتنا ..
رقم العدد ١٥٨٢٩