هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة: خطط طموحة ومستقبلية لتأهيل كوادر بشرية تساهم بدفع عجلة الإعمار

الجماهير / سهى درويش..

دخول سوق العمل بأفكار وآمال واسعة أهداف سعت لتحقيقها هيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة لشريحة من أفراد المجتمع والتي تسعى لتأسيس مشروعها الاقتصادي الصغير والمتوسط ضمن إمكانات محدودة وذلك من خلال تأهيلها وتدريبها وتمكينها وزيادة فرص النجاح والاستمرار بالعمل لأن الحرب الإرهابية الممنهجة تركت آثاراً سلبية على وضع هذه الفئة المعيشي بشكل خاص وعلى الاقتصاد بشكل عام حيث فقد البعض فرص عملهم في منشآت خاصة وآخرون فقدوا معيلهم وغيرهم يبحث عن مهنة أو فرصة عمل تكون معيناً لهم .

فماذا عن عمل الهيئة وماهي برامجها وخططها الحالية والمستقبلية؟! أسئلة واستفسارات حملناها في جعبته المدير فرع حلب لهيئة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة السيد علاء الدين علايا والذي أوضح أن الهيئة أحدثت ضمن سلسة من القوانين الهادفة إلى خلق منظومة عمل تساعد على تحريك عجلة الاقتصاد الوطني وزيادة الناتج المحلي ودعم الصناعة الوطنية .

ومنذ بداية إحداثها بالقانون رقم (2) لعام 2016 قامت بوضع دليل تعريف للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لتصنيفها ودعمها بالمسار الصحيح وبما يحقق فعالية أكبر.

بالإضافة للتنسيق مع كافة الجهات المعنية لتحقيق الأهداف بسهولة ويسر كمحافظة حلب والجامعة ومنطقة الصناعة وغيرها.

ومنذ حوالي العام تم اعتماد آليات التنفيذ لعدد من البرامج في الإدارة العامة تتمثل في برنامج تأهيل رواد الأعمال والهدف منه تمكين هذه الشريحة من إقامة وإنشاء مشروعاتهم الصغيرة والمتوسطة الخاصة بهم وزيادة فرص نجاحها واستمرارها وتساعد الهيئة كذلك في إيجاد الشركاء التمويليين الاستراتيجيين لدعمهم وهناك اتفاق تعاون مع صندوق المعونة الاجتماعية لدعم المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة .

وأضاف علايا: هناك برنامج طالبي العمل والذي يهدف لتدريب وإكساب هذه الفئة الخبرة والمهارة على المهن المطلوبة في سوق العمل في مؤسسات متخصصة بهذا المجال وتم عقد اتفاق مع مؤسسة سنايا الهندسية التنموية ونفذت دورة تدريبية لمهنة التمديدات الكهربائية المنزلية استفاد منها حوالي (12) متدرباً وبشكل مجاني.

أما برنامج التدريب من أجل التشغيل المضمون فقد أشار مدير الفرع إلى أن هذا البرنامج يحمل الطابع التخصصي أكثر من غيره من البرامج حيث يتمكن الباحث عن عمل في رفع الكفاءة المهنية بالتدريب وتأمين فرصة عمل له في نفس المنشأة التي تدرب فيها.

وعن إمكانية إيجاد فرص عمل للمستهدفين في هذا البرنامج قال: إن الهيئة وقعت اتفاقية تعاون مع غرف الصناعة السورية لتفعيل هذا البرنامج وحالياً تعمل الهيئة مع كافة الجهات المهنية ولا سيما غرفة صناعة حلب لعقد اتفاقيات مع المنشآت الصناعية بحيث تتحمل الهيئة الأعباء المالية المترتبة على التدريب مقابل عقود عمل مع المنشآت للعاملين.

وفيما يخص برنامج تعزيز قدرات المرأة وما يحمل من خصوصية فقد أوضح مدير الفرع أن هذا البرنامج خاص للنساء ولا سيما المعيلات لأسرهن من أجل رفع السوية الريادية والمهنية لهن من خلال تزويدهن بمهارات مهنية إضافة لتمكين الرائدات منهن من إقامة مشروعات خاصة بهن.

ومن خلال اتفاق التعاون مع مؤسسة سنايا الهندسية التنموية قامت الهيئة بتدريب (11) سيدة على مهنة الخياطة ضمن دورة تدريبية مجانية مشيراً إلى أن الهيئة تولي اهتماماً خاصاً بالسيدات اللواتي فقدن معيلهن كونهن الأشد حاجة.

وحول برنامج تشكيل فريق مدربين لفت علايا إلى أن الهيئة تعمل على تشكيل فريق تدريبي من كوادرها بالتعاون مع المراكز التدريبية الخاصة والعامة وقد بدأت بإجراء دورة تدريبية استفاد منها ثلاثة عاملين من فرع حلب وهذا التأهيل مستمر بما يواكب عمل الهيئة ويساعد على تطويره .

وفي سؤال عن أعمال الهيئة وما قامت بدعمه من مشروعات أوضح مدير الفرع أن الدعم كان لمشروعات مشاركة في معارض وفعاليات مختلفة منها معرض دمشق الدولي ومعرض الباسل للإبداع والاختراع من خلال تقديم العديد من الخدمات.

وفي معرض دمشق الدولي هذا العام فقد تم اختيار /13/ مشروعاً إضافة الى خمسة مشاريع تراثية وقدمت التسهيلات والخدمات اللازمة.

كما قامت الهيئة بتنفيذ معرض خاص في محافظة حمص ضمن مهرجان حمص للتسوق ومعرض آخر في محافظة طرطوس ودعم مشروعين ضمن معرض حلب الدولي و/14/ مشروعاً في مهرجان ربيع حماه .

حاضنات الأعمال والخطط المستقبلية

وعن الخطط والمشاريع المستقبلية لعمل الهيئة أوضح مدير الفرع أن طموحات الهيئة لا تتوقف عند سقف محدد حيث لدينا مشاريع مستقبلية للتعاقد مع مصارف لتمويل المشاريع.

ونعمل حالياً بالتفاوض على شراء أرض في الشيخ نجار بمساحة /25/ ألف متر مكعب ستكون بمثابة حاضنات أعمال لتوفر المكان المناسب والبنية التحتية لاستيعاب المستفيدين لمدة تمكنهم من إقامة مشاريع خاصة بهم وتقديم التأهيل وكافة المشورات وغيرها من التدريبات .

بالإضافة للعمل على تأمين مقر كمركز تدريبي لتطوير الكادر وتدريبه لدراسة الجدوى لاقتصادية لأي مشروع وتقييمه .

وأكد علايا أن الهيئة تقوم على مبدأ تحويل الفكرة الى مشروع رديف للاقتصاد وشرعنة المشروع والابتعاد عن الظل من خلال تعريف المتدرب لأصول التراخيص والمكان المناسب للعمل وغيره من القوانين بعيداً عن الغموض والأهم إمكانية العمل على إعادة المشروعات المتضررة من الإرهاب بالتعاون والتنسيق مع الشركات الاستراتيجية .

لنا كلمة :

الحلم يبدأ بفكرة تتبلور في ظل مناخ ملائم لتطويرها ولتصبح واقعاً طموحاً، ولعل دوران عجلة إعادة الإعمار يتطلب تكاتف جميع الجهات ، والهيئة يقع على عاتقها البدء من إعمار الإنسان وتأهيله ليحقق حلمه ولتكون رديفاً أساسياً في تأمين متطلبات إعادة الإعمار لجهة البيانات والتأهيل لكوادر بشرية تعوض ما تم فقده خلال سنوات الحرب .

رقم العدد 15830

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار