مونودراما ” البويجي ” ضمن احتفالية حلب عاصمة الثقافة السورية

الجماهير – أسماء خيرو
مونودراما ” البويجي ” تعري المجتمع من خلال حوار درامي مع النفس في زمن الحرب وذلك في عرض مسرحي من تأليف ضحى محمد عساف وإخراج جمال خلو وتمثيل محمد مروان إدلبي على مسرح دار الكتب الوطنية ضمن استمرار احتفالية حلب عاصمة الثقافة السورية .
العرض بدأ بحوار شخصية البويجي الشاب المثقف مع برميل داخل الشقة التي يقيم فيها حيث اتخذ البرميل صديقا له وبدأ الحديث معه عن الألم الذي يعتريه من الحرب ورحلة الفقر والوحدة وفقد العائلة وهجرة الأصدقاء والمعاملة السيئة من بعض الزبائن فرصد من خلال هذا الحوار صورا عديدة لسلبيات المجتمع وأسمع الحضور أنين اليأس وزفرات القهر ، وعبر عن مقدرته الكبيرة بالتعرف على الأشخاص دون النظر إليهم فقط يكفيه أن ينظر إلى الحذاء ،فجسد عدة شخصيات سلبية جشعة كالطبيب والشرطي والتاجر ليرمز بها الى ما آل إليه الوضع في حلب خلال الأزمة من ضياع الحقيقة وتحكم السماسرة التجار فأصبح الواقع بالنسبة له كلوحة جامدة لا احساس فيها وفي رثاء لشهداء سورية واصفا إياهم بالمشاعل الوضاءة ختم عرضه على أمل أن يستطيع مسح غبار قلوب الناس كما يمسح الأحذية .
وأوضحت مؤلفة العمل ضحى محمد عساف أنها من خلال هذا العمل هي رغبت بإيصال فكرتين أساسيتين الأولى تعرية المجتمع الذي اختلت فيه الموازين حيث أن هناك كثير من الناس استغل ظروف الحرب وحاولوا خلق حالة من الفوضى والقلق .
أما الفكرة الثانية فكانت التأكيد على أن العيب ليس بالمهنة بالإضافة لعدم الحكم على الإنسان من خلال العمل الذي يقوم به فالبويجي أولا وآخرا إنسان أجبرته ظروف الحرب على أن يمتهن عملا كالبويجي صحيح أنها ليست من اختصاصه ولكن كانت هذه المهنة السبيل الوحيد للعيش في وطن مزقته الحرب .

وبدوره مخرج العمل جمال خلو يقول : بهذا العمل أردت أن أبرز السلبيات التي أفرزتها الحرب من خلال حوار مع النفس والتي برع في تجسيدها ممثل العمل أردت فقط الإضاءة على هموم النفس الإنسانية وما يعتريها من مآسي نتيجة الحرب و التمييز الطبقي والجشع الموجود في المجتمع وخاصة في زمن الحرب .
وعن الرسالة التي أراد ممثل العمل محمد مروان إدلبي إيصالها من خلال تقمصة لعدة شخصيات أوضح قائلا : أنا اليوم أردت إيصال رسالة بالغة الأهمية لكل إنسان ألا وهي ( محبة الإنسان لأخيه الإنسان ) بغض النظر عن مهنتة أو طبقته أو بيئته الاجتماعية مضيفا العمل يتكلم عن نماذج جشعة حية وواقعية نحتك بها بشكل يومي سببت الكثير من المعاناة للمواطنين خلال الحرب .
ويقول نهاد زعموط أحد الحضور أداء الممثل كان يفوق الوصف فالممثل لم يكن شخصية واحدة بل مجموعة كاملة من الممثلين مضيفا علينا اليوم أن نشجع الفن والثقافة لأنهما يسهمان في سمو الروح والنفس الإنسانية ، والمسرح يعتبر البوابة الأولى لبناء الإنسان روحيا .
كما اتفق كل من أماني ريحاوي والممثل مروان غريواتي والممثل المسرحي سمير الطويل والإعلامي عبد الرحمن محمود على أن أداء الممثل كان أكثر من رائع فهو يمتلك موهبة فريدة قادرة على أداء عدة أدوار وتقمص عدة شخصيات ببراعة المتمكن من أدواته .
حضر العرض مدير الثقافة جابر الساجور وعدد من الفنانين والمهتمين بفن المونودراما وفن المسرح .
ت هايك اورفليان
رقم العدد 15833

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار