الكاتو والخبز !!

الجماهير / محمد العنان
لا يحتاج المواطن السوري الآن البحث عن (الكاتو) ليملأ معدته الفارغة فهو حتماً يحتاج إلى (الخبز) لهذه الغاية .
فالحرب الاقتصادية ضد سورية لا تقل ضراوة عن الحرب العسكرية فكلاهما له آثاره وتداعياته الكارثية .. وفي مواجهة الواقع الاقتصادي كان ضرورياً التصدي للآثار السلبية على الحياة الاقتصادية والمعيشية .
ومن البديهي أن يعتمد أولو الأمر سياسات استثنائية للحد من هذه الآثار ومواجهتها والتغلب عليها أيضاً وذلك من خلال وضع الحلول المناسبة والأولويات التي تواكب الواقع الراهن خصوصاً فيما يتعلق بالخطط الاستثنائية والموازنة العامة للدولة .
منذ أيام وافق مجلس الوزراء على الاعتماد الذي تم تخصيصه للخطة الاستثمارية لوزارة الصناعة وجهاتها بقيمة (16) ملياراً و(57) مليون ليرة سورية تذهب لمجموعة من المشاريع هي (مشروع انتاج أقمشة الجينز للمؤسسة العامة للصناعات النسيجية ومشروع خط انتاج سجائر كامل ومعمل لإنتاج الطلاحي التبغية للمؤسسة العامة للتبغ ومشروع انتاج عبوات البريفورم والسدادات للمؤسسة العامة للصناعات الكيميائية ) في حين يتم توزيع باقي الاعتمادات على بقية مشاريع الوزارة المدرجة ضمن الخطة الاستثمارية وبحسب الأولوية والأهمية بالتعاون والتنسيق مع وزارة المالية وهيئة التخطيط والتعاون الإقليمي .
وأمام هذه الأخبار نتساءل كما تساءل الكثير من المواطنين حول الأولويات المحددة أمام وزارة الصناعة في الوقت الذي تولي فيه الحكومة اهتماماً بالغاً لتطوير القطاع العام الصناعي في ظل تشكيل اللجنة العليا لإصلاح القطاع العام الاقتصادي التي عقدت اجتماعها الأول منذ ثلاثة أيام برئاسة المهندس خميس لمراجعة الخطوات النهائية للبدء بمشروع إصلاح القطاع العام الصناعي على المستويين التنظيمي والاقتصادي وتعزيز دوره كأداة تنموية حقيقية .
لا نذيع سراً أن المجتمع السوري في ظل الوضع الراهن يحتاج إلى أولويات تتعلق بصناعات تتصل بإعادة الإعمار قبل كل شيء خصوصاً معامل الاسمنت والحديد ومواد البناء إضافة إلى تأمين السوق المحلية من الصناعات الغذائية والنسيجية وغيرها من الاحتياجات الأساسية .
أما الزج بهذه الأموال والاعتمادات لأقمشة الجينز والسجائر وهي متوفرة في الأسواق من خلال الورشات والمصانع الخاصة والاستيراد واعتبارها أولوية في رفد الصناعة المحلية فهي مسألة نعتقد أنها (غريبة) ولا تنسجم مع الاحتياجات الحقيقية للسوق المحلية (ضمن هذه الفترة بالذات) .
رقم العدد 15833

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار