مونودراما (إيقاعات) .. توقظ القهر الدفين في أعماق الأنثى الشرقية

الجماهير – أسماء خيرو
مونودراما ( إيقاعات ) توقظ القهر الدفين في أعماق الأنثى الشرقية وذلك ضمن عمل مسرحي من إخراج وتأليف فادي سعيد وتمثيل وعد رزوق والذي أقيم من قبل مديرية المسارح والموسيقى على مسرح دار الكتب الوطنية ضمن استمرار فعاليات احتفالية حلب عاصمة الثقافة السورية .
تبدأ المسرحية باستيقاظ القهر الجاثم في اللاشعور لامرأة وأدت أحلامها لترضي المجتمع الشرقي الذكوري والتي هي الشخصية الرئيسية للعمل حيث تجلس هذه المرأة لتعزف على آلة البيانو لحن انكساراتها وخيباتها المتتالية من زوج تحملت نزواتة وغرامياته اللامحدودة ، ومن خلال تقمص شخصيات متعددة كالأم التي تجبرها على الرضوخ والمرأة المتعلمة والزوجة الوفية وربة المنزل والفتاة الصغيرة التي عانت من تفضيل الأخ فقط لأنها فتاة ، والزوج السكير المتسلط غير مبالي بمشاعرها وعواطفها الملتهبة تعبر وبألم عن ذلك القهر الدفين في أعماق روحها الضائعة فتعكس من خلال هذه الشخصيات المختلفة لحظات يختلط فيها الواقع بالحلم لامرأة وفية متوهجة نابضة بالحياة تعشق زوجها ولحظات لإمرأة متمردة تخلع رداء الخوف وتثور على كل عادات وتقاليد المجتمع لتعلن في نهاية العمل مقتل زوجها بيديها انتقاما لكبريائها وأنوثتها الجريحة .

ويقول مخرج العمل فادي سعيد أن مونودراما إيقاعات هي من تأليفه وإعداده من خلال أكثر من نص عالمي وعربي وأنه من خلال هذا العمل أراد طرح مشاكل جوهرية تعاني منها المرأة في المجتمع الشرقي كالحرمان من التعلم والزواج المبكر وإخلاص المرأة وخيانة الرجل وتسلط الأهل وظلم المجتمع والغاية من هذا العرض تسليط الضوء على هذه المشكلات دون طرح حلول لها ففي الدرجة الأولى أراد كمخرج من خلال رؤيتيه الخاصة توعية المرأة بأنها قادرة على أن تكون مثقفة متعلمة وفي الوقت نفسه زوجة وفية وربة منزل .
وبدورها الممثلة وعد رزوق أوضحت أنها بدورها الذي جسدته على المسرح أرادت أن تدافع عن كل أنثى شرقية تعشق الرجل الذي يحمل خصال الفرسان لا ذكورية المجتمع الشرقي ، مضيفة أنا اليوم أفتخر بعودة الحركة المسرحية من جديد وأشكر مخرج العمل فادي سعيد على جهوده القيمة التي شكلت لدي الحافز لتأدية الدور على أكمل وجه .
وعن العرض أشار الأب جبرائيل عازر أحد الحضور إلى أنه اليوم شاهد عملا إنسانيا يمثل حالة مجتمعية يعانيها الإنسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص وهذا العمل له بصمة مخرج متمكن من التقاط مكامن الظلم في المجتمع الشرقي، وخاصة الظلم الذي يقع في حق المرأة ، وبإعجاب أضاف أن أعمال المونودراما التي قدمت للآن من خلال المهرجان إنما هي دليل على جيل شاب مثقف واعي و متعلم وحضاري .

كما قال الممثل المسرحي والإعلامي جورج أحد الحضور : أن العرض كان فيه أفكار من صلب الحياة الواقعية معالج بطريقة مميزة لدرجة أنه تفاعل مع أداء الممثلة التي جسدت العرض فكان تارة يضحك وتارة يبكي فالممثلة جعلته يشاركها ويعيش معها كل لحظة من لحظات معاناتها كحبيبة وشاعرة وكاتبة وأم وصديقة .
ومن جانبها قالت سوزانا دندل إحدى الحاضرات: أن أداء الممثلة فائق الروعة فهي استطاعت إيصال من خلال تقمصها لتلك الشخصيات لكل الحضور مزيج من مشاعر الحقد والكره والحب والعشق والألم في آن واحد فكان أداءً وعرضا ممتعا ومميزا . حضرها مدير الثقافة جابر الساجور وعدد من الفنانين والممثلين وحشد من الحضور .
ت هايك اورفليان
رقم العدد 15836

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار