الجماهير – أسماء خيرو
موندراما( نسخة عن نسخة ) عرض مسرحي يحاكي مفهوم أنا لن أكون شبيها بك (أنا غير ) مقتبس من رواية عالمية للكاتبة لارسن من إخراج وتأليف محمد منصور وأداء وتمثيل لينا غريواتي والذي أقامته مديرية المسارح والموسيقا على مسرح دار الكتب الوطنية ضمن استمرار تقديم فعاليات حلب عاصمة الثقافة السورية .
تقدم الممثلة غريواتي للحضور عبر عدة شخصيات تتقمصها تنويعات تحاكي قصة فتاة لاتريد أن تكون شبيهة بأي شخصية في مجتمعها على لحن تراجيدي مأساوي تصاحبه المؤثرات الصوتية والضوئية بدءً من الكوابيس والهواجس التي تقض مضجعها فتتنقل بين الشخصيات كلما دق جرس المنبه ليوقظها فتكون هادئة شفافة تارة وهادرة صاخبة مصحوبه بالحمم والشظايا تارة أخرى ولكي تهرب من الروتين الذي يشكل لها قلقا والمخاوف الجاثمة في روحها والتي أهمها في أن لا تكون صورة طبق الأصل والتي رسمت لها من قبل الأهل المجتمع تذهب إلى الأحلام فتعزف مع بتهوفن وتمثل مع شارلي شابلن وتتماهى مع هتلر ومحمد علي كلاي والأميرة ديانا ولكن هذه الأحلام تتحول إلى كوابيس عندما تصطدم بالواقع الذي لن يتغير مهما حاولت فتصرخ معلنة عن نفسها بكلمة( أنا غير) .
وعن كتابة وتأليف العمل أوضح المخرج محمد منصور أن العمل مقتبس من رواية للكاتبة العالمية لارسن وأنه هو أخذ شخصية واحدة وخلق لها بيئة كاملة جديدة مختلفة عن الرواية الأصلية ولكنه حافظ على الفكرة الأساسية والتي تحكي كيف أن البشر هم نسخ عن بعضهم البعض فهو أراد أن يعالج فكرة أنه ليس بالضرورة أن أكون مثل أبي أو مثل العالم أو الفنان أو الطبيب الفلاني فلكل إنسان شخصيته المستقلة وذاته المتفردة المتميزة عن بقية الأفراد في المجتمع ولكن في الوقت عينه ركز على الحفاظ على العادات والتقاليد في المجتمع حتى لا يتسبب حب التفرد والاختلاف مشكلة للمجتمع والأهل الذين عادة يرسموا المستقبل لأبنائهم من وجهة نظرهم، فأعطى مثالا قائلا : في المجتمع الذي أعيش فيه لا وجود لأحد يحب الموسيقى وأنا خلقت أعشق الموسيقى والعزف على الآلات الموسيقية فليس بالضرورة لكي أحقق حلمي أن أسبب الضرر للأهل والمجتمع مضيفا أردت من خلال عملي هذا أن أجسد فكرة خلق علاقة ود بين الفرد والمجتمع .
وبدورها ممثلة العمل غريواتي قالت : وري كان لتسليط الضوء على شخصيات خضعوا للمجتمع كالأميرة ديانا عندما كانت تعنف من قبل زوجها ولكنها بالرغم من ذلك كان عليها أن تظهر بأبهى صورة إرضاء ً للمجتمع وأيضا شابلن و كلاي وهتلر وغيرهم الذين كانوا نسخة لإرضاء مجتمعاتهم ، مضيفة لكي أتقمص الشخصيات التي ذكرتها وأتقن الأداء كان علي أن أتدرب مدة ثلاثة أشهر والنتيجة كانت مقبولة نوعا ما فأنا اليوم قادرة في نفس اللحظة أن أنتقل من طابع الحزن إلى السعادة بكل سهولة و في نفس الوقت وهي حالة عبثية عشوائية تشبهني إلى حد كبير .
وعن رأيهم في( عرض نسخة عن نسخة ) أوضح الكاتب محمد حسن عبد المحسن أن فكرة العمل كانت مشتتة وغير قابلة للفهم ثم أردف قائلا : صحيح أن النص يقول أننا يجب أن لا نكون نسخة من أحد ولكن هذا خطأ لأن الذي ليس له ماضي ليس له مستقبل٠ فالمخرج طرح فكرة أن لا نكون نسخة ولكنه اقتبس من الماضي الشخصيات من بئر الثقافة العالمية، حيث جسدت الممثلة شارلي شابلن وبتهوفن، كان على المخرج أن يكون أكثر وضوحا ، لم نشاهد أي انسجام بين الشخصيات وفكرة النص رأينا اضطراب ومسحة حزن مؤلمة وسوداوية .
ويضيف الممثل المسرحي أنس كردي ان العرض كان فيه ضعف بدءً من الاضطرابات التي عاشتها الشخصية وصولا للمشاكل والأزمات التي تعيشها في الوقت الراهن بالإضافة إلى أن الإضاءة كانت قاتمة وغير جميلة.
كما قال سامر برقو أحد الحضور أن العرض كان غامضا وغير مكتمل وفيه نقص في بعض اللوحات صحيح أن أداء الممثلة كان مميزاً ورائعاً ولكن كان هناك رؤية ناقصة كما أيده في الرأي الممثل المسرحي منير مزيك حيث أضاف قائلا : العمل فيه ضبابية كان على المخرج أن يكون أكثر وضوحا في طرح فكرة النص فالغموض كان سيد الموقف في هذا العمل المسرحي .
حضر العرض المسرحي مدير الثقافة جابر الساجور وعدد من النقاد والفنانين والمسرحيين وحشد من الحضور .
رقم العدد ١٥٨٣٩
قد يعجبك ايضا