ملاعبنا تشهد أول حالة (VAR) استفاد منها الاتحاد!

 

محمود جنيد

سجلت مباراة الاتحاد مع ضيفه الطليعة ضمن نطاق المرحلة الثالثة لدوري الدرجة الممتازة لكرة القدم ، حالة تحكيمية قد تكون الأولى من نوعها على مستوى الدوري السوري و ربما دوريات العالم الكروية، عندما أقدم حكم المباراة الدولي الشاب حنا حطاب على اتخاذ قرارين ذاتيين متعاكسين بضغط من لاعبي الفريقين خلال ثوان قليلة ( الإعلان عن ركلة جزاء للاتحاد في الشوط الثاني وهو متأخر بفارق هدف، ومن ثم التراجع عن قراره الأول) و الاستعانة بزملائه وتحديدا الحكم الرابع و المساعد البعيد عن الحالة ليثبت قراره الأخير بإلغاء ركلة الجزاء وسط حالة من الشد و الجذب و التوتر التي أخرجت الحكم عن الفورمة و كادت تودي بالمباراة إلى مصيرالتوقف النهائي.
نقدر بأن الحكم الشاب الذي مازال يحتاج للمزيد من الخبرة و التجربة وقع فريسة الضغط الذي جعله يتخبط بقراراته و يبحث عن مخرج من الحرج الذي أوقع نفسه فيه بمساعدة تقنية ما ليحضر باللاوعي خيار الـ(VAR) المستخدم في الدوريات الأوربية ولكن على طريقته الخاصة، و المعلوم أن الـ(VAR) هو اختصار لثلاث كلمات نسردها بالحروف العربية” فيديو أسيستانت ريفري” يعني الفيديو المساعد للحكم، وكون تقنية الـ(VAR) غير معتمدة في دورينا، فقد لجأ كما ذكرنا وباجتهاد شخصي إلى طريقة أخرى وهي الـ( RAR ) أي “ريفري آسيستانت ريفري” أي الحكم المساعد للحكم، لكنه اختار المساعد البعيد لحالة جدلية كان من الممكن أن يتلافها لو بقي على قراره الأول وإن كان فيه شيء من سوء التقدير!
الخبرات التحكيمية التي ناقشناها في الحالة بعد المباراة حللت الحالة على أنها لمسة يد غير مقصودة كون الكرة ارتطمت برجل مدافع الطليعة قبل أن تصعد إلى أعلى و تلامس يده، و القانون يقول بعدم وجوب احتساب ركلة جزاء و لو أن الكرة لامست اليد أولاً يكون القرار باحتساب ركلة جزاء صحيحًا، مع رأي آخر انتدب الاستعانة إن كان ولا بد ب(مونيتور) معلق المباراة التي كانت منقولة على الهواء مباشرة عبر قناة سورية دراما.
على كل الخطأ الإنساني للحكم وارد جدا خاصة في غياب تقنية الـ(VAR) عن ملاعبنا ومنافساتنا الكروية، لكن تعامل الحكم مع الحالة لم يكن سليماً، وكان ليجر الأمور إلى ما لا يحمد عقباه، و الحمد لله أن اللعب استؤنف وجاءت صدمة إلغاء الجزاء إيجابية بردة فعل عكسية جاءت بصالح فريق الاتحاد( عسى أن تكرهوا شيئأ وهو خير لكم) حيث انتفض بعدها لاعبوه وأظهروا “غيرنتا” الأهلي وقلبوا النتيجة لصالحهم وخرجوا بفوز تصحيح المسار و مصالحة الجمهور، من منافس عنيد قدم نفسه بشكل جيد وفرض تقدمه وهو يلعب خارج أرضه وكان قريبًا من اقتناص نقطة على الأقل من منافسه الصعب.
فمبروك للاتحاد وجماهيره، وهاردلك للطليعة المحترم، و حكم المباراة الشاب الذي مازال الطريق أمامه مفتوحًا، و الخطأ ليس نهاية العالم على أن نتعلم منه نتداركه في القادمات.
رقم العدد ١٥٨٤٣

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار