الجماهير – أسماء خيرو
رحلة تحدي الحياة والوجود لإنسان ذوي الاحتياجات الخاصة في عرض مسرحي بعنوان” نبض ” أقامته مديرية الثقافة بالتعاون مع جمعية يدا بيد وذوي الإعاقة على مسرح نقابة الفنانين وذلك ضمن متابعة فعاليات احتفالية حلب عاصمة الثقافة السورية ٠
*بحوار بين أم سعد بطلة القصة والممرضة التي تشرف على ولادة زوجة ابن أم سعد محمد بدأت مسرحية نبض لتجسد حياة حقيقية وواقعية عاشتها أم سعد مع ابنها الذي هو من ذوي الاحتياجات الخاصة فتعود من خلال صور الماضي ليوم زواجها فتتحدث عن إنجابها ثلاثة أطفال من بينهم طفل مصاب بالتوحد وهنا تبدأ لوحة من تحدي الوجود فتضيء من خلال حوارها على كل المشاكل التي مرت بها بدءً من وقوفها بوجه الأهل لتربية محمد وصولا لاستشهاد ابنها السليم وبقائها وحيدة مع محمد لتبدأ رحلة صراع من نوع قديم جديد مع المجتمع الذي يعتبر محمد وأمثاله عالة عليه ، فتقرر تزويج ابنها بفتاة خرساء وعمياء خوفا من موتها وتركه وحيداً لتختم رحلة الصراع والتحدي بولادة” نبض ” حفيدتها رمزا للاعتراف بحق حياة ووجود أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ٠
*وبينت رئيس مجلس إدارة جمعية “يدا بيد” زينب خولا: أن قصة اليوم هي تجسيداً لقصتها في الحياة الواقعية لتخبر الذين رزقوا بطفل مثل محمد ابنها أن يتقبلوه ويهتموا به ويركزوا على نقاط الضعف التي لديه ويأخذوها بعين الاعتبار ويحاولوا قدر الإمكان تنميتها وتقويتها فنقاط الضعف عند ذوي الاحتياجات الخاصة تقتصر فقط على الأداء والتفكير ولكنهم هم أطفال يملكون حساً إنسانياً مرهفاً فأرادت أن تسمع صوتها لمجتمع يهمش أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتقول لهم كفى هؤلاء الأطفال جزء من هذا المجتمع لهم حقوق وواجبات عاملوهم بصدق وحب ولا تخجلوا بهم ثم أضافت أن العرض أثر بها كثيراً فهو مس جوارحها ومشاعرها من الداخل مما جعلها تذرف الدمع وفي الوقت نفسه أعطاها إحساساً بالفخر بأن رحلة حياتها مع ابنها محمد كان لها بصمة ذات مضمون هادف وعميق .
*وبدوره مخرج العمل محمود درويش أشار إلى أن العمل له خصوصية ناقش فيه قضية الأسرة التي فيها طفل من ذوي الإحتياجات الخاصة بدءً من المشاكل التي يعاني منها في البيت والشارع والبقالية ومع الأصدقاء والمشافي وردود الفعل اتجاهه والكلمات الجارحة التي تهز كيان ونفس أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة إضافة لتسليط الضوء على أن الأسرة قادرة على أن تمسك يد هذا الطفل البريء وإيصاله إلى بر الأمان فهو طفل موهوب قادر على تعلم الكثير من المهن والحرف إن تم الاهتمام به ٠
*ومن جانبها عضو مجلس إدارة جمعية يدا بيد هند رزوق أوضحت أن مسرحية نبض هي رسالة تحكي قصة مزج فيها الألم الإنساني بالأمل في الوقت عينه وهي قصة واقعية وأبطالها أفراد حقيقيين من المجتمع السوري فنبض هي رمز لنبض قلوب المجتمع سوية فأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يستمدوا قوتهم من المجتمع عندما ينبض بقلب واحد ويقدم الدعم والاهتمام الكافي لهؤلاء الأطفال ٠
*ويقول مصمم الديكور عبدالسلام تومان أنه استوحى التصاميم من وحي “دار يدا بيد” فهو عمد لاستخدام الألوان المشرقة( كالأحمر – والأزرق- والموف) في تصاميمه ليضفي حالة من الأمل والتفاؤل ويغني العمل بفضاء مفتوح من البسمة بالرغم من الألم النفسي والحزن الذي تحمله هذه الحالة الإنسانية ٠
*كما حدثتنا رئيس دائرة ثقافة الطفل مريانا الحنش عن طبيعة مشروع دعم ذوي الإحتياجات الخاصة والأطفال الأيتام وأبناء الشهداء إذ قالت: عملنا هدفه الرئيسي هو دعم ودمج هذه الفئات من الأطفال في المجتمع إضافة لنشر الثقافة الإنسانية وآلية التعامل مع أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة فهم يستحقون معاملة خاصة جيدة تليق بهم ، فأغلب الأنشطة نأمل من خلالها تغيير نظرة المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في الحياة العملية لخلق حالة تفاهم وتقارب مع أقرانهم وإشراكهم في كافة نواحي الحياة
وأن هذا العرض كان قصة نجاح لأم وأحد أشكال التوعية لتقبل طفل ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع٠
*ويقول مدير المركز الثقافي في الصاخور محمد سمية أحد الحضور أن العرض مس قلوب جميع الحاضرين فهو يقدم فكرة عن أم اتخذت التحدي منهجا لها لتخبر المجتمع أن ابنها لا يختلف عن أي إنسان في المجتمع وله الحق في العيش حياة طبيعية كبقية البشر ٠
كما أجمع أغلب الحضور على أن العرض كان بمثابة رسالة هادفة لكل أسرة تنظر لذوي الاحتياجات الخاصة بأنهم عالة على المجتمع والعرض كان جميلا فيه الكثير من المشاعر الدافئة والشكوى المريرة ٠
حضر المسرحية عدد من أهالي الأطفال وحشد من الحضور ٠
ت هايك اورفليان
رقم العدد 15848