الجماهير/ سهى درويش
لم يعد مبضع جراح التجميل أداة لتصحيح عيب ما أو تشوه خلقي، بل تعداه ليصبح وسيلة لإرضاء العديد من السيدات والفتيات الراغبات في الوصول إلى مقاييس جمالية حتى ولو كانت غير مناسبة لهن.
ولعل أغلب أحاديثهن باتت عن أشهر الأطباء في مجال التجميل وآخر الصيحات والتقنيات في هذا العلم حتى تحول إلى هاجس لهن.
وهذا لا يعنينا في زاويتنا فهو أمر شخصي وكل إنسان يقدر ما سيفعله، ولكن ما يعنينا هو مدى الرقابة على هذا التخصص الذي بات كمهنتنا الصحفية يشهد العديد من التعديات عليه بأيد لا تمتلك الدراسة الأكاديمية المتخصصة بالجراحة المطلوبة. فمن المعروف أن الجراحة التجميلية علم بحاجة إلى دراسات متعمقة ومتخصصة كي نتفادى السلبيات مثلما نتوقع الإيجابيات، ولكن أمام الكم الهائل من ممارسي التجميل سواء أطباء غير اختصاصيين أم مراكز تجميلية تسوق عروضها بأيد غير خبيرة لا بدّ من رفع حالة الحذر وتجنب اللجوء لها.
فأحياناً نشهد حالات لاختلاطات تجميلية وأخطاء نتيجة الاختيار غير الصحيح لمن نسلم له صحتنا، والأغرب في الأمر أن اللواتي يلجأن إلى عمليات (تجميل أو حقن فيلر وبوتوكس وميزو) هنّ من الطبقات المثقفة وهذا الأمر لافت، فكيف نثق بمن لا يمتلك الدراسة الأكاديمية ونكتفي بشهادات من تجارب السيدات.
ما نوده اتخاذ المزيد من الإجراءات والتدابير الرادعة من قبل المعنيين لمواجهة من لا يمتلك المؤهلات، فالبحث عن الكمال قد يوقع الإنسان في التشوه وفقدان ما كان يتمتع به قبل التجميل وقد تترك مضاعفات خطيرة لا تحمد عقباها.
فاللجوء إلى التجميل دون حاجة مضيعة للوقت والمال والأهم عدم الانسياق وراء المشعوذين الجدد مدعي التجميل. فالرقابة وحدها لا تكفي بل الوعي بما يفعله الإنسان هو الحكم في اختياره، والقناعة بأنه خلق بأحسن تقويم ولو أصلح ما أفسده الدهر مؤقتاً فإنه لا يستطيع إخفاء الأصل وتجاوز المراحل الزمنية وما خلقنا عليه.
قد يعجبك ايضا