الجماهير – عامر عدل
قالت الإعلامية أوغاريت دندش: إن كل عمل بمختلف المجالات هو بحاجة إلى أسس ومنطلقات يتم الأخذ بها بغية تحديد الرؤى والتوجهات وكل مهنة لا تحركها الأخلاق تسقط ومن هنا يأتي دور ومسؤولية الإعلام كونه يتعاطى قضايا تهم الشأن العام كون المجتمع أو المتلقي بانتظار المعلومة التي تطرح حيث تخطت هذه المهنة وسائل الإعلام المرئية لتنتقل إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضافت خلال ندوة بعنوان (الإعلام بين الحيادية والموضوعية) أقيمت تزامناً مع احتفالات الذكرى التاسعة والأربعين للحركة التصحيحية المجيدة بقاعة المتنبي في فندق الشيراتون: إن وسائل الإعلام لها توجهات سياسية أو تمويلية قادرة على التأثير بشكل كبير في حجم الخبر وتوجهاته إلا أن الشخص الذي يمارس العمل الإعلامي قادر على حجب جزء من المعلومة أو الزيادة فيها وذلك باستخدام كل الوسائل الحديثة المتاحة وتسخيرها للوصول إلى هدف معين ومن هنا يأتي دور الأخلاق ولاسيما في الأمور المتعلقة بالشأن العام.
وقالت دندش: هناك مدارس إعلامية عالمية حاملة لعنوان الموضوعية والحيادية وتمتهن إلى حد ما المهنية على الرغم من تأثرها (بتسونامي) التوجهات السياسية والتمويلية، فأصحاب هذه المدارس التي تتخذ شعار الموضوعية والحيادية هي نفسها في بعض المحطات التاريخية تبتعد عنه في قضايا متعلقة بالانتماء حيث تختلف التصنيفات هناك.
وأشارت مراسلة الميادين إلى أن الحيادية تختلف عن الموضوعية حيث تعتبر الأخيرة مطلوبة وضرورية فنحن في عالم لا يمكننا فيه حجب المعلومة ولا يمكن حصر المتلقي بمصدر واحد فالفضاء الإعلامي متاح أمامه وواسع، فالموضوعية هي الحقيقة كما هي مطلوبة على صعيد الأشخاص أما بخصوص المهنة فالحفاظ عليها ضرورة أساسية لاستمرارية العمل، وفيما يتعلق بالحيادية في القضايا الكبرى كالانتماء مثلاً عندها يكون الأمر أكبر من المهنة حيث لا تتساوى الضحية والجلاد وتكون المنطلقات الفكرية والأخلاق أكبر من مهنة الإعلام فعند هجوم وتآمر العديد من الدول على بلد ما أو على بلدنا لا يمكن أن يبقى الإعلام حيادياً وحينها يعتبر سقطة أخلاقية، فالحياد في المسائل الإنسانية والوطنية هو أكثر الارتكابات شناعة وهو جريمة، فالابتعاد عن الانتماء في أي صراع قائم هو التخلي عن الإنسانية حيث لا يمكن المساومة على المبادئ فالإعلام هو وسيلة لغاية شريفة وعند سقوط هذه الغاية تسقط الوسيلة، مضيفة: إن تحصين المجتمع داخلياً ضروري لمواجهة أي حروب مستقبلية مع تكاتف كافة الجهات لبناء سورية جديدة تشبه سورية القديمة أحفاد الكنعانيين.
وتلا الندوة توقيع كتاب للإعلامية دندش يحمل عنوان (عشرة كيلومترات من الأرض) حيث نالت مدينة حلب ثلث صفحات هذا الكتاب الذي تضمن تغطية للحرب الإرهابية على سورية.
حضر الندوة محمد سالم شلحاوي عضو قيادة فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي وذكرى حجار عضو المكتب التنفيذي المختص في مجلس المحافظة وعدد من أعضاء مجلس الشعب وحشد غفير من المثقفين والمهتمين، وأدار الندوة رامي خوري.
ت : هايك أورفليان